الكويت والنمسا… تاريخ من التعاون المشترك.
كتب بسام القصاص في صحيفة السياسة.
الحياد والتوازن والسلام مبادئ كويتية تنتهجها قياداتُها في علاقاتها الدولية، وهو ما أدى للتقارب وتميز العلاقات بين الكويت والنمسا، طوال ما يزيد على 58 عاما هي عمر العلاقات الكويتية- النمسوية القوية والمستمرة، وتحديدا منذ عام 1965.
لذا توصف العلاقات بين البلدين دائما بالتاريخية، والمتطورة على مختلف الأصعدة؛ لأنها مبنية على أسس صلبة من الصداقة والثقة، والاحترام، والتفاهم المتبادل.
وأيضا أشاد السفير النمسوي لدى البلاد ماريان وربا بقوة ومتانة العلاقات النمساوية- الكويتية التي وصفها بالممتازة والمتطورة على الصعد كافة، نظراً إلى الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها البلدان.
واكد أن علاقات تبدأ من أعلى هرم الدولة المتمثل بصاحب السمو أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي يتمسك سموه بضرورة بقاء علاقات الكويت مستقرة ومستمرة ومتوازنة مع جميع الدول، وبخاصة النمسا، على المستوى السياسي، لما بين البلدين من تعاون جيد على صعيد المنظمات الدولية، وتبادل المشاورات حول مختلف الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.
أيضا على الصعيد الاقتصادي والتجاري، فهناك إمكانات كبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين ورفع معدلاته.
وإذ تؤكد النمسا دائما أنها تدعم جهود الوساطة الكويتية والمساعي المحمودة لصاحب السمو الأمير لحل الأزمات، سواء الإقليمية، في المنطقة العربية أو الدولية، ودائما ما تؤكد النمسا في جميع المناسبات التي تجمعها بالكويت أن تقدير النمسا للكويت، لا يعبر عن جمهورية النمسا فقط، ولكن كل دول الاتحاد الأوروبي، التي تؤيد جهود الكويت الساعية للسلام وأمان العالم.
لذا فإن جمهورية النمسا تؤكد دائما على أتم استعدادها إلى مد يد العون متى طلب منها ذلك.
وآخرها ما جاء خلال جلسة مباحثات عقدها وزير الخارجية الكويتي مع نظيره النمساوي على هامش أعمال الاجتماع الوزاري المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي في مسقط.
بحث خلالها الطرفان التطورات الحالية في المنطقة، لا سيما الأحداث الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقطاع غزة، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في هذا الإطار، ومجمل العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط الكويت والنمسا، وأطر تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات والبناء على ما تم إنجازه بين البلدين الصديقين في العديد من الميادين الحيوية والمهمة.
واستكشاف الفرص الجديدة المتاحة بين البلدين بما يحقق التطلعات والمصالح المشتركة.
وعلى صعيد التبادل الثقافي فلدى البلدان تاريخ من التعاون المشترك، وكان للكويت مشروعات ثقافية في النمسا، خصوصا أن النمسا تتمتع بسمعة طيبة في الكويت كوجهة سياحية مميزة لما تتمتع به من إمكانات هائلة، وتنوع في الأنشطة السياحية.
ومن الملاحظ أن الشركات النمسوية تهتم بخاصة بمشروعات “رؤية الكويت التنموية 2035″، التي تتابعها الشركات النمساوية بشغف نتائجها وتهتم بمشاريعها، وتساهم فيها، ولديها تعاون مع رجال الأعمال الكويتيين.