الكويت.. والسلم الأهلي السوري

كتب طارق بورسلي, في “الأنباء”:
بينما تتلاحق الأحداث حاليا في الجمهورية العربية السورية بعد سقوط النظام الحاكم وتمكن قوات المعارضة من السيطرة على العاصمة وفرار الرئيس السابق، في آخر فصول الأزمة السورية منذ اندلاعها عام 2011، نستذكر هنا أن الكويت لم تتردد قيادة وشعبا بالوقوف إلى جانب الأشقاء السوريين على الصعيد الإنساني والديبلوماسي، بل قدمت الدولة الدعم الكامل للأزمة السورية وفق القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين البلدين ومبادئ جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
في هذه السطور، أرصد أهمية الدور الكويتي إزاء الأزمة السورية (إنسانيا وإغاثيا)، حيث سارعت الكويت لتقديم المساعدات الإنسانية الضخمة لدعم اللاجئين السوريين والمتضررين داخل سورية، عبر استضافة ثلاثة مؤتمرات دولية تحت عنوان «مؤتمرات المانحين» اعتبرت مؤتمرات رئيسية لدعم الوضع الإنساني في سورية بين 2013 و2015، حينها قامت الحكومة الكويتية بالتبرع بمليارات الدولارات في مؤتمرات المانحين مخصصة للمتضررين والنازحين السوريين واللاجئين آنذاك، بالتعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية لتوصيل المساعدات الإغاثية إلى الداخل السوري والدول التي تستضيفهم.
وفــي الحقيقة، التزمت دولة الكويت التركيز على الحل السياسي للأزمــة في سورية عبر الحوار والتفاوض بين الأطراف المتــنازعة ومـن خلال المواقف المتوازنة من الأزمة السورية، وهذا دور الكويت الإنساني والعربي المسلم الدائم بدءا بالتهدئة وصولا بالدعوة إلى الحلول الديبلوماسية.
لقد دعمت دولة الكويت كل الجهود الدولية التي تدعو إلى إنهاء العنف في سورية، كما عملت على تقوية الجهود الأممية الساعية إلى حل الأزمة، مثل دعم مبادرات الأمم المتحدة لإحلال السلام.
لذلك، تميز خطاب دولة الكويت إزاء الأزمة السورية بالنظرة البعيدة للعلاقات الدولية والإقليمية، تلك الأزمة التي خلفها «الربيع العربي» فكان له ما كان وكان عليه ما سيكون، وبصريح العبارة قدمت الكويت خطابا كما ينبغي للديبلوماسية أن تكون، واتسم بـ «الخطاب المتوازن»، فضلا عن «الدور الإنساني المتميز» بل كان للكويت «الدور الوسيط» وفق الرؤية الراسخة للقيادة الكويتية في مواقف النزاعات الأهلية والدولية، وذلك بدعم كل السبل للمحافظة على الاستقرار الإقليمي وتعزيز الجهود الإنسانية والديبلوماسية لحل الأزمة السورية، فكان الشأن السوري محط اهتمام للدولة والشعب الكويتي التي دعت فيه الكويت عبر بيانات كثيرة إلى أن «السلم الأهلي» بين أطراف النزاع السوري ضرورة لأنه يحفظ وحدة الشعب السوري الشقيق، ولذلك رفعت الكويت عنوانا للأزمة السورية على مدى 13 عاما أولويتنا لدعم «السلم الأهلي السوري».
الخلاصة: ما زالت الكويت تدعم السلم الأهلي للشعب السوري الشقيق في السراء والضراء، إنها السياسة الكويتية الثابتة إزاء القضايا العربية المستحقة.