الكويت محطة مضيئة للإنسانية

كتب سلطان حمود المتروك في صحيفة الراي.
ديرة جميلة، حباها الله صنوف الخير المتدفق، أهلها يجدّون من أجل مساعدة بعضهم بعضاً، ويمدون أيديهم لمساعدة الآخرين…
ما أجمل الكويت!
وما أحسن أهلها!
وما أبدع ما تقدمه من خير للآخرين…!
لذلك، أعلنت المنظمة الأممية يوم التاسع من شهر سبتمبر عام 2014، تسمية الكويت مركزاً للعمل الإنساني، وإطلاق لقب قائد العمل الإنساني على أميرها الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. طيب الله ثراه.
في حدث غير مسبق في تاريخ المنظمة الدولية، وفي هذه المناسبة تبرز جلياً المبادرات الإنسانية الرائدة لدولة الكويت في إغاثة المحتاجين أينما وجدوا بكل سخاء، ومساندة المجتمعات المنكوبة سواء بسبب الكوارث الطبيعية أو التي هي من صنع الإنسان.
فعلى مدار عقود طويلة قدمت دولة الكويت، بتوجيهات قياداتها الحكمية، الدعم والعون عبر جهاتها الحكومية، ومؤسساتها الأهلية إلى دول عديدة واحتضنت عشرات المؤتمرات والفعاليات المخصصة لإعادة إعمارها وتقديم المساعدات المختلفة لمجتمعاتها.
وتضع دولة الكويت العمل الإنساني على رأس أولوياتها عبر التزامها المستمر بدعم الأمم المتحدة لاسيما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إذ قدمت مساهمات سخية لتكون أكبر الداعيمين للمفوضية على المستوى الإقليمي خلال العقد الماضي.
وفي الثاني عشر من مايو عام 2014 أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، خلال اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التزام دولة الكويت بمواصلة نهجها المعهود في دعم العمل الإنساني العالمي.
حقاً، ما صرح به نائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية النجاة الخيرية الدكتور رشيد الحمد، بأن تاريخ 9 من شهر سبتمبر، يعد علامة فارقة في تاريخنا الحديث، حيث تم اختيار دولة الكويت مركزاً للعمل الإنساني وتسمية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد -طيب الله ثراه- قائداً للعمل الإنساني، وهذه مناسبة نعتز بها جميعاً، ونستحضر من خلالها تاريخاً مشرقاً من العطاء الممتد داخل الكويت وخارجها.
وأكد أبوحمد أن الكويت منذ نشأتها وهي رائدة في ميادين الخير والإغاثة، فغرس الخير متجذر في أرضها، والكرم والنجدة سمتان بارزتان لأهلها، وجاء التكريم الأممي ليترجم هذا العطاء المتواصل، ويجسد الصورة المشرقة للكويت حكومة وشعباً…
نعم… تقدم دولة الكويت -عبر عدد من الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام كالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والجمعية الكويتية للاغاثة ومن خلال القطاع الخاص- مساعدات مستمرة للمناطق التي تحتاج إلى دعم التنمية فيها، وتعاني جراء الكوارث الطبيعية، وتشهد صراعات مختلفة.
ودائماً كانت دولة الكويت عبر تاريخها، نموذجاً ريادياً للعمل والخير في ظل قياداتها الحكيمة، وما جبل عليه شعبها من جود وسخاء، من خلال المبادرات التي أطلقتها والأنشطة المميزة لجمعياتها الخيرية والإنسانية.
استهدفت التخفيف من معاناة الشعوب المتضررة، ومساعدة الدول على الحد من أخطار الأوبئة والكوارث والأزمات، وتقديم المساعدات لمواجهة الفقر والجوع والأمراض والكوارث، مما يعكس مكانتها الرائدة في العمل الإنساني على مستوى العالم، ليجري محمل الكويت زاخراً بالخير والعطاء يمخر عباب الدنيا، لينثر هذا العطاء السخي على جميع المعوزين والمحتاجين والبؤساء في جميع أنحاء المعمورة.
وصدق الأديب المتألق الأستاذ أحمد مشاري العدواني، رحمه الله:
قالوا الكويت قلت ذاك كوكب
تهفو له النجوم حين تنظر
العز في ساحاته منابت
طابت مجانيها وطاب الشجر
أرض الجدود لا برحت للهوى
منازلا يخطر فيها القمر
عشنا على ثراك يدعونا له
هوى على نفوسنا مقدر
عاشت الكويت وأهلها لمساعدة المحتاجين في أصقاع الأرض.