رأي

الكويت عاصمة للثقافة…قمة حضارية وتاريخ غني

كتبت رقية ابراهيم الشيخ في صحيفة الراي.

في هذه المناسبة التاريخية التي تتوَّج فيها دولة الكويت عاصمةً للثقافة، يشرّفنا أن نرفع لمقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، أسمى آيات التهاني والتبريكات، فهذه اللحظة ليست مجرد تكريم للكويت قيادة وشعباً، بل هي شهادة على إرثها العريق ومسيرتها الثقافية الزاخرة التي كانت دائماً عنواناً للفكر المستنير والتطور الحضاري.

لقد كان للكويت، بفضل رؤيتكم الحكيمة ودعمكم المتواصل للثقافة، دورٌ ريادي في نشر الفكر والتنوير في العالم العربي، من خلال مؤسساتها الثقافية الرائدة وإبداعات أبنائها الذين أثروا المكتبة العربية، هذا الاختيار يأتي تأكيداً على أن الكويت لم تكن يوماً بعيدة عن المشهد الثقافي، بل كانت دائماً في قلبه، ترعى الفكر الحر، وتدعم الإبداع، وتؤمن بأن الثقافة هي أساس بناء الأوطان وازدهارها.
وهي تعكس مكانتها الثقافية وإرثها الحضاري العريق، وهو ليس بجديد وانما مستحق لدورها في إثراء المشهد الثقافي العربي والإقليمي.

هذا الاختيار ليس مجرد تكريم، بل تأكيد على أن الكويت كانت ولاتزال منبراً للإبداع الفكري والفني والأدبي، وحاضنة للحوار الثقافي بجوانبه كافة، لطالما لعبت الكويت دوراً بارزاً في صناعة الفكر والثقافة، حيث كانت سبّاقة في إنشاء المؤسسات الثقافية والصحف والمجلات، مثل مجلة العربي التي انطلقت في الستينيات وأصبحت نافذة عربية على العالم، فضلاً عن تأسيس المكتبة الوطنية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهي مؤسسات أسهمت في تشكيل الوعي الثقافي للمجتمع الكويتي والعربي.

كما أن الكويت قدمت للعالم العربي كوكبة من الأدباء والمفكرين الذين تركوا بصمة لا تُمحى، اختيار الكويت عاصمة للثقافة يمثل فرصة لتعزيز الحراك الثقافي، واستضافة المؤتمرات والملتقيات والفعاليات والمهرجانات التي تُعزز التفاعل والمشاركة بين الثقافات المختلفة.

ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة إطلاق مشروعات ثقافية كبرى، مما يعكس ثراء وتنوع المشهد الثقافي الكويتي، إن هذه المناسبة ليست فقط احتفاءً بالماضي، بل هي انطلاقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً للثقافة في الكويت، حيث تستمر البلاد في تقديم نفسها كجسر للتواصل الثقافي المختلف والحضاري، ورافداً أساسياً للحركة الفكرية في العالم العربي.

وفي الختام،

تستحق الكويت هذا التكريم بجدارة، فالثقافة كانت ومازالت جزءاً أساسياً من هويتها الوطنية وأساس نهضتها وتطويرها. ومع هذا الاختيار، تزداد المسؤولية للحفاظ على هذا الزخم الثقافي، ودعم المبدعين، وترسيخ مكانة الكويت كمنارة ثقافية متألقة في سماء العالم العربي.

حفظ الله الكويت وأدام عليها عزّها ومجدها تحت القيادة الحكيمة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى