أبرز

الكويت.. انجازات رغم التحديات ودعم دائم للبنان

 العيد الوطني الثاني والستين لدولة الكويت الذى يمثل ذكرى استقلالها، يوافق أيضا عيد التحرير الثاني والثلاثين…

 التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت كان في 19 يونيو/حزيران عام 1961 في عهد الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، لكن في مايو/أيار عام 1964 تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير/شباط الذي يصادف ذكرى تولي الأمير الراحل عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم، تكريما له ولدوره المشهود في استقلال البلاد وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها.

  إنجازات مستمرة

 منذ استقلالها تسعى دولة الكويت إلى انتهاج سياسة خارجية ومتوازنة آخذة بالانفتاح والتواصل طريقاً وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفا في إطار من التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها وأهدافها.

  وقطعت الكويت خلال الـ62 عاما الماضية أشواطا كبيرة في مسيرتها التنموية، ونجحت في بناء اقتصاد مستدام قائم على تنويع القاعدة الإنتاجية ومصادر الدخل الوطني، فيما تواصل تعزيز تنافسيتها العالمية، ويتضح ذلك من خلال المراكز المتقدمة التي حصلت عليها في مؤشرات العديد من التقارير الدولية المختصة.

الكويت 2035

 واجهت الكويت تحديات لم تعق تحقيق البلاد إنجازات في مجالات عدة على مدار الفترة الماضية، من أبرزها نجاحها قبل شهر بإطلاق أول قمر صناعي كويتي، في خطوة تؤسس انطلاقة لمزيد من الإنجازات الكويتية المستقبلية القادمة في مجال علوم الفضاء.

 وتم إطلاق القمر الاصطناعي الكويتي الأول (كويت سات 1) إلى الفضاء 3 يناير/كانون الثاني الماضي من قاعدة (كيب كانافيرال) للقوات الجوية بولاية فلوريدا الأمريكية، وذلك عبر صاروخ (فالكون 9) التابع لشركة (سبيس أكس).

ويعد المشروع خطوة مهمة على طريق بناء قدرات الكوادر الوطنية وتدريبها على تصميم الأقمار الاصطناعية، بما تتماشى مع رؤية الكويت 2035 الهادفة لدعم رأس المال البشري الإبداعي.

 جاء ذلك بعد أسبوعين، من تحقيق شركة البترول الوطنية الكويتية إنجاز تنموي جديد للقطاع النفطي الكويتي، يتمثل بتشغيل مشروع خط الغاز المسال الخامس بمصفاة ميناء الأحمدي، في خطة من شأنها دعم اقتصاد الدولة، وتحقيق رؤية جديدة وتعزيز قدرة البلاد على الوفاء بالمتطلبات الراهنة والمستقبلية لصناعة الغاز.

الكويت ولبنان …علاقات مصاهرة 

وتربط الكويت بلبنان علاقة مصاهرة مع عائلة آل المرعبي العريقة . فالسيدة ليلى عبدالقادر المرعبي شقيقة النائب السابق طلال المرعبي، قد تزوّجت من الشيخ عبدالله الجابر الصباح عام 1956 ولهما ولدان هما الشيخ سالم وشقيقته الشيخة هند عبدالله الجابر الصباح.

وكان الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح والده الشيخ عبدالله الصباح حفيد حاكم الكويت الخامس ، أوّل وزير للتربية في دولة الكويت كما عمل مستشاراً خاصاً للأميرين الراحلين صباح السالم الصباح وجابر الأحمد الصباح إلى حين وفاته عام 1996.

مشهد سياسي متشابه …

في قراءة لتاريخ العلاقات بين البلدين، بدأت العلاقات الدبلوماسية بينهما مع بداية الستينات، فيما العلاقة بين الشعبين الكويتي واللبناني تعود إلى عشرينات القرن العشرين وهي التي مهدت للعلاقات الدبلوماسية ، ويصل التشابه بين الكويت ولبنان الى حدّ التوأمة… فالمساحة والموقع والتركيبة السكانية وتعدد المكونات الطائفية، بالإضافة إلى النظام الاقتصادي الحر، وتمتع كلتا الدولتين بديموقراطية تتيح حرية الرأي والتعبير..

أضف الى ذلك، العلاقات الثقافية بين البلدين والتي سبقت العلاقات الرسمية، وتتميز بالاعتراف بالآخر في ظلّ تجربة ديموقراطية في كل منهما، والعديد من النصوص الأدبية لأدباء من البلدين ما يشير إلى عمق هذه العلاقات .

  وفي قراءة للدعم الكويتي للبنان ، لم تقف الكويت على الحياد في ظل الأزمات التي تعاقبت على لبنان، ولم تتوانَ يومًا عن مساعدته والوقوف إلى جانبه في أصعب المحن، ورفده بالدعم السياسي والمالي المطلوب عند الحاجة وذلك عبر الصندوق الكويتي الذي ساهم كثيراً ولا يزال في إنهاض اقتصاد لبنان بالإضافة الى اقتصادات ومجتمعات عربية عدّة عبر مدها بالقروض اللازمة الميسرة.

وفي العام 2022 طرحت الكويت مبادرة تحت شعار “إعادة الثقة مجددا بلبنان”، عقب أزمات مختلفة الشكل والمضمون مع دول الخليج ،اذ جاء طرح المبادرة كبداية تحوّل في التعاطي الخليجي بالشأن اللبناني ومدخل لمفاوضات مع الدول العربية، وهي جزء من المفاوضات حول مستقبل لبنان ودوره في المنطقة.

 هل تركت الكويت لبنان في أزمته الحالية ؟

 يمر لبنان بأزمة سياسية كبيرة وعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الساعة في ظلّ انقسام حاد بين الأطراف اللبنانية، كما تزداد الأزمة ضراوة جراء غياب المؤسسات عن مسؤولياتها وازدياد التضخم وارتفاع سعر الدولار ، تعمل دولة الكويت عبر سفارتها في بيروت بتقديم العون والنصائح للأطراف السياسية من أجل الخروج من الأزمة الحالية عبر جس نبض الأطراف السياسية والوقوف عند آرائهم في تسمية رئيس للجمهورية اللبنانية .

 ولا بد من الاشارة الى ان تقديمات الصندوق الكويتي للبنان فاقت التقديمات التي قدمتها الدول أجمع ، فلن ننسى تقديمات  الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في الأوقات العصيبة ومواجهة تبعات الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت عبر التزامات مسبقة لمصلحة لبنان بما يقارب 30 مليون دولار لخدمة المشاريع .و من ضمن تلك المشاريع «صوامع الغلال» الذي تم بناؤها عام 1970 بموجب اتفاقية قرض بين الصندوق ولبنان ، والذي يشكل جزءا رئيسيا من الأمن الغذائي في لبنان في حفظ وإنتاج الحبوب والطحين فضلا عن قدرته التخزينية العالية بسعة 145 ألف طن وقدرته في تغطية 85% من حاجة الشعب اللبناني.

 هل توقفت المساعدات الكويتية على ذلك فقط  أثناء انفجار بيروت ؟

 اليد الطولى لهذه الدولة الشقيقة أرسلت احتياجات لأشقائها اللبنانيين من المواد الغذائية والمساعدات الطبية والتي نقلت بواسطة طائرة تابعة للقوة الجوية الكويتية، وجاءت تجسيدا لروح الاخوة والتعاون المشترك بين الكويت ولبنان وحملت احتياجات ومساعدات طارئة للمتضررين .

 ومن هنا، كانت دولة الكويت ولا تزال تمارس دورها المميز في التقارب العربي والإسلامي والدولي، وللكويت أياد بيضاء في مساعدة لبنان في شتى المجالات عبر قياداتها منذ سنوات طوال وبناء الجسور والتي لا زالت شاهدة على التقدير والاحترام لهذه الدولة الشقيقة التي يعتز لبنان واللبنانيون بإخوتها في السراء والضراء . كما تتميز بروح الإخوة والمحبة والتعاون والتضامن في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى