الكهرباء، سجالٌ متجدد

تجدد السجال حول تأمين سُلف الخزينة لشراء الفيول لمعامل مؤسسة كهرباء لبنان، بسبب عجز الأخيرة عن تأمين الفيول والحجة هي عدم تأمين الأموال
وحسب عقود المناقصة المبرمة والتي أجرتها وزارة الطاقة والمياه كان في المفترض إفراغ شحنة غاز اويل في شهر كانون الأول لكن عدم صدور مرسوم دفع سلفة خزينة أخّرَ هذا الموضوع وأجبر الدولة على دفع خسائر يومية للبواخر التي ترسو في البحر حيث تبلغ قيمة الخسائر الى الان ٣٠٠ ألف دولار امريكي.
هذا الموضوع اعاد فتح السجال مرةً اخرى بين ميقاتي والنائبة ندى البستاني، التي انتقدت موقف ميقاتي. ناشرةً عبر موقع تويتر، وثيقة تبيِّن الموافقة الاستثنائية التي تنص أيضاً على أنه “يُصار لاحقاً إلى إصدار المرسوم المتعلّق بهذه السلفة عند الاقتضاء.
تغريدة البستاني استدعت ردًا من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي صدر عن مكتبه الإعلامي بيانًا جاء فيه: يصر ” التيار الوطني الحر”بشخص نائبته السيدة ندى البستاني على إجتزاء الحقائق في محاولة للتنصل من تدخّلها المباشر في عمل السلطة التنفيذية، عبر نشر موافقة استثنائية صادرة عن دولة رئيس الحكومة لفتح اعتماد مستندي لتأمين الفيول لصالح مؤسسة كهرباء لبنان.
ولكن كالعادة، تغافلت “سعادة النائبة” عن مسألتين اساسيتين وردتا بوضوح في متن قرار الموافقة:
الاولى: الاشارة الواضحة الى وجوب صدور مرسوم بالسلفة المشار اليها( صفحة ٣ من القرار)وليس كما حاولت عبثا اغفال هذه الواقعة عن الرأي العام .
الثانية: وجوب التقيد المطلق بتنفيذ بنود الخطة الموضوعة من قبل مؤسسة كهرباء لبنان، اي الايضاح رسميا من قبل المؤسسة كيفية اعادة هذه السلفة للخزينة، حتى لا تلحق بكل السلف السابقة.
إما في الشق الدستوري ، فننصح مَنْ يوجّه السيدة البستاني بوجوب لفت نظرها الى التوقف عن التدخل في عمل السلطة التنفيذية والمشاركة في نقاشات تخص السلطة التنفيذية نيابة عن الوزير المختص، الحاضر الغائب، متناسية دورها النيابي، الا اذا كان “التيار الوطني الحر” يعتبر أننا اصبحنا في زمن الحزب الواحد الذي يتولى السلطتين التشريعية والتنفيذية معا.
أما في ما يتعلق بالاشكالية المالية والقانونية المتعلقة ببواخر الفيول، فنحيل الرأي العام على ما ورد اليوم على لسان رئيس هيئة الشراء العام الاستاذ جان العلية.
وكان العلية قد أكد انه لا يجب دفع الغرامات من المال العام”، موضحاً أن هناك عقداً موقَّعاً “بتاريخ 13 كانون الأول وينص على أن يتم تسليم الشحنة بين 15 إلى 30 كانون الأول.
بالموازاة، أعلنت مؤسسة كهرباء توقف معمل الزهراني عن إنتاج الطاقة الكهربائية بسبب نفاد مادة الغاز اويل.
فإذا كانت بداية العام ٢٠٢٣ مشابهة لنهاية عام ٢٠٢٢ لناحية السجالات غير المفيدة، ماذا سيفعل المواطن المحروم من أبسط وسائل العيش.
المصدر: خاص رأي سياسي