الكرملين: من يهدّد روسيا وجودياً سنبعث له رسالة الوداع
ردّ الكرملين، أمس الأربعاء، على التهديدات النووية الغربية بالقول إن من يهدد روسيا وجودياً سنبعث له رسالة الوداع، واعتبر أن نشر واشنطن أسلحة نووية في دول شمال أوروبا سيضعف هذه الدول.
فقد أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلا إن تعرضت لتهديد وجودي يضطرها لإرسال رسالة الوداع للمعتدي، محذراً من جعل بحث استخدام السلاح النووي «روتينيا». وقال على هامش «مهرجان الشباب العالمي» في مركز سيريوس الفيدرالي بمدينة سوتشي الروسية، إن الحرب النووية هي «الملاذ الأخير ورسالة الوداع»، ولذا فإن جميع المناقشات حولها في الغرب هي نقاشات «غير مسؤولة». ووصف إضفاء «الطابع الروتيني» على قضية الحرب النووية في الغرب، بالأمر «الخطر للغاية».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن ظهور أسلحة نووية أمريكية في شمال القارة الأوروبية لن يعزز أمن الدول التي ستنشر هذه الأسلحة على أراضيها، بل سيضعفها. وشددت على أن الدول الأخرى في القارة ستضطر إلى أخذ ذلك في الاعتبار، وقالت: «ليس من الضروري أن تكون خبيراً استراتيجياً عسكرياً لكي تفهم أن مثل هذه الأهداف ستصبح مصدراً للتهديد المباشر، وبطبيعة الحال، ستدرج حتماً في قائمة الأهداف المشروعة التي يحددها سيناريو الصدام العسكري المباشر بين بلدنا وحلف (الناتو). ونحن ندرك أن هذا هو بالضبط ما يتم فرضه من قبل الولايات المتحدة وأتباعها».
وفي السياق نفسه، وصف مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وزعماء أوروبيين آخرين، بشأن إرسال قوات من «الناتو» إلى أوكرانيا بأنها خطرة للغاية. وقال إن «هذا يشير إلى المستوى العالي من عدم المسؤولية السياسية للقادة الحاليين للدول الأوروبية، وفي هذه الحالة رئيس فرنسا». وأضاف أنه «من المحزن أن نرى هذا، ومن المحزن أن نلاحظ.. أن النخب في أوروبا وشمال الأطلسي عند مستوى منخفض للغاية، وفقدوا الفطرة السليمة». وشدد ناريشكين على أن «هذه التصريحات خطرة للغاية»، معتبراً أنها تدفع إلى حافة حرب نووية.
واتهم ناريشكين، الولايات المتحدة وبريطانيا بالمشاركة في تدريب قوات العمليات الخاصة على تنفيذ أعمال تخريبية ضد روسيا. وأضاف، أن «الأمريكيين، بخاصة البريطانيين، شاركوا ويشاركون في تدريب قوات العمليات الخاصة وضباط المخابرات للقيام بأعمال تخريبية ضد بلادنا». ووفقاً لمدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية تم تفجير خطوط أنابيب الغاز «السيل الشمالي-1»، و«السيل الشمالي- 2» على يد الأنجلوسكسونيين.
وأشار ناريشكين إلى أن الولايات المتحدة، تعمل على إنشاء شبكة استخباراتية واسعة، سواء على أراضي أوكرانيا، أو في بلدان أخرى، بما في ذلك تلك المتاخمة للأراضي الروسية. وأضاف أن «مشاركة أجهزة المخابرات الأمريكية في تدريب وإعادة تدريب ضباط المخابرات الأوكرانية هي حقيقة واضحة».