“القوات المسلحة الألمانية غير قادرة حالياً على الوفاء الكامل بالتزاماتها داخل الناتو”

ذكرت صحيفة “دير شبيغل” أن وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينا لامبرخت، اعترفت بأن القوات المسلحة الألمانية غير قادرة حالياً على الوفاء الكامل بالتزاماتها داخل الناتو. وتشير الصحيفة، نقلاً عن تقرير سري للجنة الدفاع إلى أنه في الوقت الحالي، الاستعداد لتنفيذ مهام الناتو، مثل تعزيز الجناح الشرقي للحلف، مضمون من حيث المبدأ، وإن كان “مع قيود جزئية”. وأضاف التقرير أنّ “هناك مشاكل مع نشر قوة الرّد السريع التابعة للناتو من قبل الجيش الألماني العام المقبل، ومن الأمثلة على ذلك وجود وحدة الناتو في ليتوانيا”. وأشارت الصحيفة، إلى أنه قد تكون هناك مشاكل مع انتشار القوات في سلوفاكيا.
وذكرت أيضاً أنّ هناك علامات مهمة في أنظمة الرادارات، بما في ذلك رادارات المجال الجوي أو أجهزة الراديو المحمولة أو برامج مركز القيادة. وبينما تضمن “الأنظمة القديمة” الاستعداد التشغيلي، يحذر التقرير من أنه يمكن توقع “زيادة معدلات الفشل” في المستقبل. وأوضحت الصحيفة، أنه على هذه الخلفية، تعتقد وزيرة الدفاع الألمانية أنه بالرغم من إنشاء صندوق خاص بمبلغ 100 مليار يورو، يجب زيادة ميزانية الدفاع في وقت مبكر من العام المقبل.
وشددت لامبرخت، على أن “الثغرات في القوى العاملة والعتاد والبنية التحتية وقطع الغيار والذخيرة الناتجة عن عقود من نقص التمويل الهيكلي لا يمكن سدها بسرعة”، وأنّ تحديث الجيش الألماني يتطلب “إدارة واقعية للتوقعات”. وذكرت الصحيفة، أن المفتش العام للقوات المسلحة الألمانية، قد أشار إلى الحاجة لزيادة ميزانية الدفاع.
يُشار إلى أنّ ألمانيا تراجعت عن وعدها بزيادة الإنفاق العسكري إلى 2% على الأقل من ناتجها الاقتصادي، متراجعةً بذلك عن التزامها الرئيسي الذي قطعته على نفسها بعد أيام من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لتصبح قوة عسكرية أكثر جدية، وفق ما ذكرت صحيفة “بوليتيكو”. يأتي ذلك في وقت تحدثت وسائل إعلام ألمانية غير مرة عن أن تصدير برلين للأسلحة إلى كييف أدّى إلى انخفاض كبير في كمية الذخيرة في ألمانيا، وعن مشكلات كبيرة تعترض مسار عملية إنتاج الأسلحة والذخائر الجديدة.
وتعاني ألمانيا بصورة كبيرة تبعات قرارها المشاركة في حملة العقوبات الغربية الشاملة ضدّ روسيا. ومنذ شباط/فبراير الفائت، بدأت تقلّص على نحو كبير اعتمادها في مجال الطاقة على روسيا، من 55% من إجمالي واردات الغاز في حينها إلى 9% في آب/أغسطس الماضي، بحسب الإعلام الألماني.