القوات الروسية تقصف مواقع أوكرانية على الخطوط الأمامية بالمدفعية
قال الرئيس الروسي فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور إن القوات الروسية تقصف مواقع أوكرانية على الخطوط الأمامية بالمدفعية، وإن المنطقة الشرقية وحدها تعرضت لما يقرب من 400 ضربة، الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني).
وسحبت روسيا قواتها من مدينة خيرسون الجنوبية هذا الشهر ونقلت بعضها لتعزيز مواقعها في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقيتين، في منطقة صناعية تعرف باسم دونباس.
وقال زيلينسكي، “أعنف المعارك مثلما كان من قبل تقع في منطقة دونيتسك. وعلى الرغم من وقوع عدد أقل من الهجمات اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية، فإن حجم القصف الروسي لا يزال للأسف مرتفعاً للغاية”.
وأضاف، “في منطقة لوغانسك نتحرك ببطء إلى الأمام أثناء القتال. وحتى الآن، وقع ما يقرب من 400 هجوم مدفعي في الشرق منذ بداية اليوم”. وأشار أيضاً إلى أن القوات في الجنوب “تدمر بشكل ثابت ومحسوب إمكانات المحتلين”، لكنه لم يذكر تفاصيل.
من جانبه، أعلن نائب مدير مكتب زيلينسكي كيريلو تيموشينكو في وقت متأخر، الأحد، أن القوات الروسية أطلقت النار على مبنى سكني في خيرسون بجنوب أوكرانيا.
وأضاف على “تيليغرام”، “ربما يكون هناك أشخاص تحت الأنقاض. خدمات الطوارئ تعمل في مكان الحادثة”. ولا تزال مدينة خيرسون التي تمت استعادتها في الآونة الأخيرة، وهي عاصمة مقاطعة خيرسون، من دون كهرباء أو مياه جارية أو تدفئة.
وقالت كييف، السبت، إن نحو 60 جندياً روسياً قتلوا في هجوم مدفعي بعيد المدى في الجنوب، وهي المرة الثانية خلال أربعة أيام التي تزعم فيها أوكرانيا أنها تسببت في خسائر كبيرة في هجوم واحد.
وفي السياق نفى المكلف حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني، الأحد، اتهامات موسكو التي تحدثت عن “إعدام” أسرى حرب من الروس، موضحاً أن الحادثة التي تم تصويرها كان الجنود الأوكرانيون يدافعون فيها عن أنفسهم ضد الجنود الروس الذين تظاهروا بالاستسلام.
وقال الوسيط دميترو لوبينتس، إن “مقتطفات من الفيديو” الذي قالت موسكو إنه دليل على إعدام كييف جنوداً أسرى أظهرت في الواقع أن الروس “لجأوا إلى التظاهر بالاستسلام وارتكبوا جريمة حرب عبر فتح النار على القوات المسلحة الأوكرانية”.
وأكد على “تيليغرام” أن الجنود الروس القتلى “لا يمكن تالياً اعتبارهم بمثابة أسرى حرب”. وأضاف، “ينبغي معاقبة أولئك الذين يريدون استخدام حماية القانون الدولي للقتل”.
واتهمت روسيا، الجمعة، أوكرانيا بأنها أعدمت أكثر من 10 من عسكرييها بعد أسرهم، منددة بـ”جريمة حرب”، واستندت في ذلك إلى مقطعين مصورين نشرا على مواقع التواصل الاجتماعي. ويظهر المقطع الأول الذي صور بواسطة هاتف نقال مجموعة من الرجال في الزي العسكري يخرجون من منزل وقد رفعوا أيديهم ثم يتمددون أرضاً على بطونهم في حديقة مهجورة فيما يصوب جنود أسلحتهم في اتجاه هؤلاء قبل أن يسمع صوت إطلاق نار. ويظهر المقطع الثاني الذي يرجح أنه صور بواسطة طائرة مسيرة نحو 12 جثة مضرجة بدمائها. واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أنهما “دليل على المجزرة” التي ارتكبها “جنود أوكرانيون بحق أسرى حرب عزل”.
وقالت لجنة التحقيق الروسية التي تحقق في الجرائم الكبرى إنها فتحت قضية جنائية في “إعدام جنود روس أسرى”. ودعت الخارجية الروسية “المنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة المروعة” وفتح تحقيق. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية، “نحن على علم بمقطعي الفيديو ونقوم بمعاينتهما”، داعياً إلى محاسبة الجناة.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا من جديد الاتهام، الأحد، بقصف محطة زابوريجيا النووية، الأكبر في أوروبا، والتي تسيطر عليها موسكو بجنوب أوكرانيا.
وفي مقابلة مع قناة “بي أم أف تي في” الفرنسية اعتبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الأحد، أن القصف كان “متعمداً تماماً ومحدد الهدف”، واصفاً الوضع بأنه “خطير للغاية”، ومن دون أن يحمل القوات الروسية أو الأوكرانية المسؤولية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كييف “لا توقف استفزازاتها الهادفة إلى إثارة خطر وقوع كارثة هي صنيعة البشر في محطة زابوريجيا للطاقة النووية”.
ولفت إلى أن مستويات الإشعاع في المحطة “لا تزال طبيعية”، على رغم القصف الأوكراني، السبت والأحد، بنحو 20 “قذيفة من العيار الثقيل” للمحطة. وجاء في البيان أيضاً أن هذه القذائف انفجرت بين وحدتي الطاقة رقم 4 و5 واستهدفت سطح “مبنى خاص” يقع قرب هذه الوحدات. ويضم هذا “المبنى الخاص” مستودعاً للوقود النووي، بحسب ما قال رينات كرتشا، المسؤول في شركة إنتاج الكهرباء النووية الروسية “روزنرغوأتوم”، وفق ما ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
من جهتها، اتهمت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية “إنيرغوأتوم”، الأحد، روسيا بقصف منطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية، بعد اتهام موسكو كييف باستهداف الموقع.
وقالت، “صباح 20 نوفمبر 2022، نتيجة للقصف الروسي، سجلت 12 ضربة على الأقل في موقع محطة زابوريجيا للطاقة النووية”، متهمة القوات الروسية “مرة أخرى (…) بتعريض العالم بأسره للخطر”.
وأشار غروسي إلى أن البعض “يعتبر أن محطة نووية تشكل هدفاً عسكرياً مشروعاً، وهو أمر غير معقول”. وطالب من استهدفوا المحطة بـ”وقف هذا الجنون”، مضيفاً، “من يقومون بذلك يعلمون أين يضربون. إن الأمر متعمد تماماً ومحدد الهدف”.
وذكر غروسي بأن “المحطة تقع على خط الجبهة. هناك أنشطة عسكرية يصعب جداً تحديدها. هناك عديد للروس إضافة إلى عديد أوكراني ينفذ عمليات”.
وللوكالة الذرية خبيران داخل المحطة وهي في صدد تقييم الوضع. وقال غروسي، “سجلت أضرار في أمكنة حساسة جداً”، موضحاً أن المفاعلات لم تصب، بل “المنطقة، حيث الوقود المستخدم وغير المستخدم بعد”. وأشار إلى أن الخبيرين لم يتمكنا من الخروج، الأحد، لأن الوضع كان بالغ الخطورة، آملاً باجراء تقييم في وقت مبكر، الإثنين.
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأحد، في شأن الوضع في محطة زابوريجيا، و”من المحتمل أن يتحدث” إلى الرئيس الأوكراني، بحسب الرئاسة الفرنسية.
وتحتل القوات الروسية التي بدأت هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) منطقة المحطة. وسبق أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم المحطة وأربع مناطق أوكرانية.