رأي

القوائم النسبية خطرٌ يُدمِّر البلاد

كتب أحمد الدواس في صحيفة السياسة.

خرج علينا مجلس الأمة باقتراح إلغاء العمل بنظام الانتخاب الحالي، والعمل بنظام القوائم النسبية، يعني التصويت لقائمة، وليس للمرشحين، والقائمة قد تكون في دائرتك أو خارجها.
إذا تبنت الكويت هذا النظام، عندئذٍ، ستظهر قائمة “الإخوان المسلمين”، وقائمة لهذه القبيلة أو تلك، وقائمة الشيعة، وقائمة الليبراليين، وقائمة الجمعية الفلانية، وهذا التيار أو ذاك، وسوف تتحول الكويت أحزابا.
وعند تسجيلهم كأحزاب ينبغي ان نعرف من هم أعضاء الحزب، ومن يمولهم، وهنا سننحدر، اذ بدلا من الافتخار أننا نسيج واحد، سنتحول لوضع مشابه لما يحدث في لبنان، الذي مزقته الأحزاب، وآفات الطائفية، والعرقية، والفكرية.
من تكلم بموضوع نظام القوائم النسبية نواب ونواب سابقين، ولم يعطوا الشعب كلمته ظنا منهم ان الناس موافقون، وبعض النواب قال: “التغيير أفضل من الوضع الحالي، فنظام الانتخاب الحالي فاسد، ونظام القوائم أصلح”.
هؤلاء النواب يناقضون أنفسهم، فمرة يقولون عن النظام الحالي أنه فاسد، ومرة أخرى يقولون إنه من أفضل المجالس، وأنه أدى الى توافق بين الحكومة والنواب، فلماذا تريدون تغييرهذا النظام إذن؟
حافظوا على الكويت، واذكروا قوله تعالى: “فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون”.
والقول إن الصوت الواحد أنتج فسادا في تاريخ الكويت، فالصوت الواحد أنتج أيضا توافقا، وفقا لكلامكم، عندما اجتمع 48 نائباً في توافق مع الحكومة لم يسبق له في تاريخ الكويت.
إذن انتم تناقضون أنفسكم.
النظام المقترح مجهول، لم تجروا دراسات له، والى أين سيذهب بنا، وسيقود الكويت الى تمزق وتشرذم، والسير بالكويت على مسار لبنان.
ولنفترض جدلا تبني نظام القوائم النسبية، أي تشكلت الأحزاب، ربما ينشط “الإخوان المسلمون” لحشد الناس باستخدام الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي، وإذا نجحوا في الانتخابات كأن يحصل حزبهم على العدد الأكبر من الأصوات، بعد ان صوت المواطنون بحسن نية لهم، فقد يدفعهم هذا الغرور، أو يغريهم هذا الأمر، بالمطالبة أن يتولى منصب رئيس الحكومة شخصية شعبية من “الإخوان المسلمين”.
لو حدث، مثلا، ان نال الحزب الإسلامي أكثر الأصوات، واستمر يهدد بالاستجوابات، فربما يزعزع منصب رئيس الحكومة، الذي يتولاه شيخ موقر، حتى تضيق الدولة ذرعاً بذلك وتنظر، أو تقبل برئيس حكومة شعبي، وهنا تحدث الكارثة، إذ سيتمزق المجتمع الكويتي بشدة ان تولى المنصب مواطن عادي يحابي رفاقـه، أو قبيلته.
إن قلوب الكويتيين ستكون مشحونة بلغة الكراهية ضد بعضهم بعضا، وتضيع حقوقهم، ولن يجد ابن المواطن وظيفة لأن ابن هذه القبيلة أو تلك قد ظفر بها، من خلال المحاباة القبلية، وسيزداد الظلم بين الكويتيين أكثر مما هو عليه حاليا، ويعم السخط والحنق على السلطة.
ولن يهدأ بال بعض الناس، فسوف يقولون: “لمَ اُختير هذا رئيساً لحكومة شعبية وليس ذاك الشخص؟”، وقد تحدث اضطرابات داخلية فيخرج من بيننا من يقول ان رئيس الحكومة الشعبي ظالم لا يستحق منصبه، وله مساوئ ومفاسد، ونطالب بمحاكمته، فيتدهور وضع البلاد.
حافظوا على الوضع القائم، فشعوب تدهور حالها لما أرادت التغيير، والأمثلة كثيرة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى