كتبت د. دانة العنزي في صحيفة الراي.
جاءت القمة العربية الإسلامية في 11 نوفمبر الجاري استكمالاً للقمة التي انعقدت في نوفمبر 2023. القمة حدث بالغ الأهمية يجمع القادة والمسؤولين لمناقشة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والعمل على إيجاد حلول للتحديات الراهنة ومع كل قمة جديدة، تتطلع الشعوب إلى تحقيق نتائج إيجابية تُعزّز من الاستقرار والتنمية في المنطقة، وتجدد الأمل في وحدة الصف الإسلامي والعربي في مواجهة التحديات العالمية.
تعتبر القمة العربية الإسلامية من أهم الفعاليات الدبلوماسية التي تجمع الدول العربية والإسلامية بهدف تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات المشتركة التي تعصف بالمنطقة.
تُعقد هذه القمم في أوقات حرجة، حيث تزداد الحاجة لتوحيد الصفوف وتنسيق الجهود لمجابهة الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية ولها أهمية بالغة في توحيد المواقف لمواجهة الأزمات.
تأتي القمة العربية الإسلامية كمحاولة لتوحيد مواقف الدول العربية والإسلامية في القضايا الدولية والإقليمية الحساسة، خصوصاً في ظل الأوضاع المتوترة في مناطق عدة من العالم الإسلامي ويُعد الملف الفلسطيني واحداً من أبرز القضايا التي تحظى بأولوية في هذه القمم، حيث تعمل الدول المشاركة على إعادة التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني ودعم الجهود لتحقيق حل عادل وشامل.
كما أن مكافحة الإرهاب والتطرف يُعتبران من المحاور الرئيسية للنقاش، إذ تسعى الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تهدد الاستقرار في المنطقة. وأيضاً التعاون الاقتصادي وتعزيز التنمية.
لا يقتصر دور القمة على القضايا السياسية فقط، بل يُركز أيضاً على الجوانب الاقتصادية والتنموية. يتم خلال الاجتماعات مناقشة سبل تعزيز التبادل التجاري بين الدول العربية والإسلامية، ودعم الاستثمارات المشتركة، وتبادل الخبرات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة والتعليم.
وفي هذا السياق، تُعد القمة فرصة للدول الأعضاء لعرض مشاريعها الاقتصادية والتنموية، وللحصول على دعم الدول الصديقة والشقيقة. ويعتبر هذا التعاون الاقتصادي جزءاً أساسياً من الجهود الرامية لتحقيق التنمية الشاملة وتقليل الفجوة الاقتصادية بين الدول الأعضاء ومن أجل دعم التضامن الإسلامي تعمل القمة على تعزيز التضامن الإسلامي من خلال التركيز على القيم والمبادئ المشتركة بين الدول الأعضاء.
ويُعد هذا التضامن ضرورة في مواجهة التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي، مثل الإسلاموفوبيا والتحديات الثقافية، إضافة إلى القضايا الإنسانية التي تعصف ببعض الدول، مثل اللاجئين والكوارث الطبيعية. من خلال هذه القمة ترسم الأمة العربية الإسلامية آمال وتطلعات الشعوب معقودة على نتائج هذه القمم، التي تُعد بمثابة منصة للتفاهم وبناء جسور التعاون بين الدول.
وتنتظر الشعوب من هذه الاجتماعات نتائج ملموسة تنعكس على حياتها اليومية، سواءً من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية أو تحقيق الأمن والاستقرار، إلا أن القمة العربية الإسلامية تواجه تحديات كبيرة. من أبرزها الأوضاع الأمنية المتوترة في بعض مناطق العالم الإسلامي التي تُشكّل عائقاً أمام تحقيق الأهداف المرجوة.
ومع ذلك، تبقى القمة فرصة حقيقية لتعزيز الحوار وبناء التوافق، حيث يمكن للدول المشاركة تجاوز الخلافات والتركيز على ما يجمعها من أهداف ومصالح مشتركة.