
كتب مسفر النعيس في صحيفة الراي.
قمة خليجية مرتقبة بملفات متخمة بالكثير من القضايا الحساسة والتي تتطلّب تكاتفاً وتعاوناً وتوحيداً لوجهات النظر والأهداف والرؤى، فهي تلتئم في مرحلة بالغة الخطورة والحساسية يمر بها الشرق الأوسط ، فتأتي الحرب على غزة ولبنان والصراع بين الكيان الإسرائيلي وإيران لتشكّل طوقاً حول منطقة الخليج، ما يؤثر بشكل كبير على أمنه وهذا يتطلّب مزيداً من التكاتف وتوحيد الصفوف واليقظة.
ملوك ورؤساء الدول الخليجية سيحلون ضيوفاً أعزاء على حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وعلى دولة الكويت التي استعدت بشكل كبير وغير مسبوق لتواكب الحدث الخليجي الكبير، ولتأتي القمة الخليجية الخامسة والأربعون متميّزة وتحقق الهدف من انعقادها، فبعد تعطل الدوائر الحكومية في يوم انعقاد القمة الخليجية والذي يؤكد على أهميتها وتوفير أجواء مناسبة لنجاحها، تأتي الجهود على قدر الحدث من قبل رجال وزارة الداخلية وبتوجيهات مباشرة وحرص شديد من قبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، الذي يشرف على تنظيم وتأمين القمة بالتعاون مع وزير الإعلام النشط عبدالرحمن المطيري، وطاقم الوزارة الذين يعملون بجهد مضاعف لإنجاح القمة الخليجية وإخراجها إعلامياً بشكل جميل وتوفير السُبل والإمكانات كافة لنجاحها، يأتي ذلك تزامناً مع تدشين معرض لصور وتاريخ القمم الخليجية التي عُقدت في العقود الأربعة الماضية، إضافة إلى فعاليات في الشأن السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والثقافي وريادة الأعمال، والإنجازات التي تحققت في دعم وتمكين المرأة، والشباب، وكذلك تدشين منطاد سيحمل أعلام الدول الخليجية خلال انعقاد القمة الخليجية 45.
(المستقبل خليجي) عنوان يواكب القمة الخليجية وطموح وحلم كل مواطن خليجي، فبعد مسيرة طويلة امتدت لأكثر من 43 عاماً على إنشاء مجلس التعاون الخليجي وبعد أن حقق الكثير من التطلعات ووحّد الصفوف والأهداف وعزّز من التكاتف الخليجي الذي اتضح جلياً ابان الغزو العراقي على دولة الكويت، تأتي اليوم القمة الخليجية 45 في ظروف صعبة وتحمل الكثير من القضايا والملفات التي تتطلب من الدول الخليجية توحيد وجهات النظر والعمل.
إنّها قمة مهمة، قمة تحدٍ لحل ملفات عالقة كالقضية اليمنية وقضايا مباشرة تتمثل في الحرب على غزة ولبنان والتوترات بين إسرائيل وإيران، ومن المتوقع بحسب صحيفة أخبار الخليج البحرينية، أن تتضمن أبرز القضايا على طاولة القمة الخليجية، النمو الاقتصادي ومشاريع الربط الإستراتيجية والتوظيف والتوطين وتنوع مصادر الدخل والحفاظ على الهوية الخليجية والوطنية وتحصين التماسك الخليجي وحماية الأمن والاستقرار.
قمة أمل وعمل وأمنيات… نتمنى أن تُؤتي ثمارها وتعزّز اللُّحمة الخليجية، فالمستقبل حتماً خليجي.