الفوسفات في المغرب يتلقى تمويلات للاستثمارات الخضراء
يتجه قطاع الفوسفات في المغرب نحو حقبة تطويرية، حيث حصل المجمع الشريف للفوسفات، على قرض بقيمة ملياري دولار من السوق الدولية عبر إصدار سندات، بما يساعده على المضي في إنجاز استثمارات بقيمة 13 مليار دولار.
وتفيد بيانات المجمع الذي أطلق حملة ترويجية في الأيام الأخيرة في السوق الدولية بأن مجموع الطلب الذي عبر عنه المستثمرون على السندات المطروحة وصل إلى 6,2 في المائة، أي ثلاثة أضعاف المبلغ المستهدف من قبل المجمع. وتختزن أرض المغرب 70 في المائة من المخزون العالمي من الفوسفات، ما يجعل منه لاعباً حاسماً في السياسة الزراعية في العالم، عبر الأسمدة المتنوعة التي يسعى إلى توفيرها كي توافق نوعية التربة.
وأكد المجمع أن عملية الاقتراض هذه تؤكد تنويع مصادر التمويل، إذ سيساهم التمويل في مواكبة المشاريع الذي يطلقها الفاعل المغربي في سوق الأسمدة والفوسفات بين 2023 و2027، خاصة في مجالات الأسمدة والمياه والطاقات المتجددة والأمونياك الأخضر.
الاستثمار بمشاريع الفوسفات في المغرب
ويصل البرنامج الاستثماري المعلن عنه في 2022 إلى 13 مليار دولار، بعدما كان البرنامج الذي غطى الأعوام العشرة الماضية في حدود ثمانية مليارات دولار.
ويُتوخى أن تفضي هذه الاستثمارات إلى وضع حد لاعتماد المجموعة، التي تعتبر المستورد الأول للأمونياك على الصعيد العالمي، على الواردات، وذلك عبر الاستثمار في سلسلة الطاقات المتجددة – الهيدروجين الأخضر – الأمونياك الأخضر، ما سيمكنها من ولوج سوق الأسمدة الخضراء بقوة وحلول التسميد الملائمة للاحتياجات الخاصة لمختلف أنواع التربة والزراعات.
ويهدف البرنامج الجديد إلى “الرفع من قدرات إنتاج الأسمدة، مع الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني قبل سنة 2040، وذلك من خلال الاعتماد على الإمكانات الفريدة من الطاقة المتجددة، وعلى المنجزات والمكاسب التي حققتها المملكة في هذا المجال”، وفق بيان أصدره المجمع.
وكان البرنامج السابق، الذي انطلق في 2012، قد أتاح استثمار ثمانية مليارات دولار، ما خوّل المجمع الشريف للفوسفات مضاعفة قدرات إنتاج الأسمدة من أربعة ملايين طن إلى اثني عشر مليون طن، ليصبح المغرب أكبر منتجي ومصدري الأسمدة الفوسفاتية في العالم.
ويتوخى المجمع الشريف للفوسفات تزويد جميع منشآته الصناعية بالطاقة الخضراء بحلول سنة 2027. وستُمكّن هذه الطاقة الخالية من الكربون من تزويد المنشآت الجديدة لتحلية مياه البحر من أجل تلبية احتياجات المجموعة، وكذلك تزويد المناطق المجاورة لمواقع المجمع الشريف للفوسفات بالماء الصالح للشرب والري.