الفرزلي مثل بري في سنوية بلال شرارة في الأونيسكو: صوت الجهاد وصرخة أفكار وثورة أحرار
أقامت وزارة الثقافة والحركة الثقافية في لبنان والمديرية العامة للشؤون الخارجية في مجلس النواب في قصر الأونيسكو احتفالا تكريميا للأمين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب رئيس الحركة الثقافية في لبنان الاديب والشاعر الراحل الاستاذ بلال شرارة، في الذكرى السنوية الاولى لرحيله برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بنائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي.
وحضر الشيخ أسامة الحداد ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله ممثلا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الدكتور عصام ذبيان ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ، الأب جورج بقعوني ممثلاً مطرانية بيروت للروم الكاثوليك وزراء: الزراعة عباس الحاج حسن، الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، الشباب والرياضة جورج كلاس، سفراء: الجزائر عبد الكريم ركايبي ، دولة فلسطين أشرف دبور، سوريا علي عبد الكريم علي، سفير مصر ممثلا بالمستشار كريم السيد، النواب: أيوب حميد، ميشال موسى، محمد خواجة، علي بزي ، فادي علامة، ياسين جابر، إبراهيم عازار، علي عسيران، محمد نصرالله وقاسم هاشم ، ممثل عن النائب طلال ارسلان، نقيب المحررين جوزيف قصيفي، الأمين العام مجلس النواب عدنان ضاهر، المدير العام للشباب والرياضة زيد خيامي، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، نائب رئيس حركة “أمل” المحامي هيثم جمعة، عضو هيئة الرئاسة في الحركة المرشح عن دائرة البقاع الغربي قبلان قبلان، رئيس المكتب السياسي في الحركة جميل حايك وعدد من الأعضاء، نائب القائد العام لكشافة الرسالة الإسلامية حسين عجمي، المرشح عن دائرة بنت جبيل في لائحة الأمل والوفاء أشرف بيضون ، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، الوزير السابق رئيس الجامعة الاسلامية الدكتور حسن اللقيس، أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات ، القنصل رمزي حيدر ممثلا الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ، رئيس الحركة الثقافية في لبنان باسم عباس ، ممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية ، نقيب الممثلين نعمة بدوي ، نقيب الموسيقيين فريد ابو سعيد، امين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين الياس زغيب، فعاليات بلدية واختيارية وسياسية ونقابية وفنية وادبية، وحشد من أصدقاء ورفاق درب الراحل بلال شرارة وافراد عائلته.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ثم عرض وثائقي وشهادات عن الراحل، ثم تقديم من عضو الهيئة الادارية في الحركة الثقافية الدكتور أحمد نزال.
بعدها، ألقت المديرة العامة للشؤون الخارجية في مجلس النواب كريستين معلوف كلمة تحدثت فيها عن “دور الراحل ومزاياه في الادارة البرلمانية وفي الشأن الثقافي والادبي والفكري وفي مواكبته للرئيس نبيه بري حامل امانة حفظ لبنان هذا الوطن الذي يصارع الرياح الشديدة منذ تكوينه”.
عباس
بعدها القى رئيس الحركة الثقافية في لبنان باسم عباس كلمة وجدانية عن مسيرة الراحل معاهدا فيها “إكمال المسيرة تمسكا بالثوابت الوطنية والقومية وحفظ الهوية”.
شرارة
كلمة العائلة القاها الاعلامي حسن شرارة شكر فيها للرئيس بري والحركة الثقافية ووزارة الثقافة وفاءهم لمسيرة الراحل.
كلاس
بعدها القى الوزير كلاس كلمة اصدقاء الراحل تحدث فيها عن مزاياه في “صدق انتمائه وثباته وصبره وعناده في الدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية”.
ثم ألقى وزير الثقافة محمد وسام المرتضى كلمة جاء فيها: “ينزل بلال شرارة من الشعر بمنزلة القبضة من يد والنبضة من قلب. أما القبضة فكلمة تصفع العدوان. وأما النبضة فجمال يتدفق من الوجدان. فيا لله ما أكرم تلك الأرض الجنوبية التي ينبت من ترابها مع طلعة كل شمس، تبغ وشموخ وقصائد”.
أضاف: “الشاعر الذي شاء مرة أن يكتب “وطنا غير فكري ” (والتعبير هذا له)، كانت روحه كامنة في خلايا قضيته الفكرية الوجودية كمون العطر في الحبق، يكفي أن يمرَّ بقربه نبأ من جهة فلسطين حتى يتضوع حزنا وشعرا. المثقف الذي لم يجلس مرة على قارعة المعنى، اتخذ أمس سبيله في ماء الحنين سربا كنسمة نازلة من أعالي حرمون، رقراقة كثلجه الذائب، ماضية في هبوبها اللطيف، حتى تندي ما جف من خطا السيد المسيحِ على بحيرة طبريا. ولقد كان قبل أي شيء آخر، رجل الانتماء إلى قضية الحق الوطني المسلوب، في فلسطين ولبنان وكل بلاد العرب. فقضية كان من مترادفاتها عنده النضال والمقاومة حتى التحرير الناجز، والتأهب المستمر لحماية الوطن والمواطنين. حتى أصبح أدبه من شعر ونثر، بالفصحى والمحكية، ثبتا لملاحم العزة التي كتبتها الدماء على صفحات التراب، في القدس والجليل وبنت جبيل وقانا، وسواها من أرض بلادنا الطاهرة. يقول: “وحدهم الشهداء يذهبون إلى مساحة الوجد حيث كان يزدهر ذات صيف تين الميادين، وتقف السروات كرمح أمام قصر الطريق الذي يذهب نحو القبلة إلى عيناثا، أو الذي تصعد عيناه إلى قمة مارون الراس، أو تذهب في ليل القطاف إلى عيترون، أو تطل من مشارفها على سهل الحولة ومرجِ بني عامر، أو تذهب إلى الغرب إلى أم القرى بنت جبيل فتتفتح كورد الذكريات”. انتهى الاقتباس”.
وتابع”:”أضع ههنا حاشية سياسية على متن الذكرى، لأسأل: كيف لمن يبيح لنفسه ومحازبيه استعمال السلاح في الأحياء الداخلية، بحجة الدفاع عن النفس، أن يعيب على سواه الدفاع عن نفسه وأرضه وعرضه ضد العدوانين الإسرائيلي والتكفيري؟ بلال شرارة المؤمن المصلوب على جراح الحسين، عرف أن يجعل إيمانه قربى من جراح الناس، في توقهم إلى تحقيق ذواتهم الإنسانية بالقيم والمناقب وصفاء الروح. ولعل مراسه الشعري، وإن غلب عليه الطابع الحداثي دربه على أن الناس سواسية كمن قصيدة واحدة ذات لسان عربي مبين. هكذا كان موقفه الجامع المتجاوز الخلافات المذهبية، الداعي إلى اجتماع اللبنانيين على ضرورة المحافظة على وطنهم سيدا محررا والمحافظة على وجودهم الكريم فيه، والصادع بضرورة اللقاء على كلمة وطنية سواء، فكان بذلك ابنا بارا لمدرسة الإمام المغيب السيد موسى الصدر ولحركة أمل ورفيقا لمسيرة دولة الرئيس نبيه بري منذ بداياتها النضالية”.
وختم: “أيها الراحل الكبير ، كتبت مرة: وطني ظل سحابة، وأنا ظل كلمة، ثق بأن سحابة الوطن ستمطر على هذا الشرق، كما أنت تشاء، كرامة وتحريرا وانتصارا، وبأن الكلمة التي كنت ظلها ستبقى عند احتدام الهواجر ندى صباح ونسيم عشية”.
الفرزلي
وألقى الفرزلي كلمة كلمة الرئيس بري قال فيها: ماذا بعد يا بلال؟ قف على ضفاف الفجر صلاة. أذن في هزيع الصمت قبل حلول النرجس في الجرح. أبعث ام إنتفضت في الرفات هامات الصناديد الأباة بإطلالة من شجاع طليق. يرسم للمدلجين الطريق. بدفء الضحى على سناك، رسول أمل غنى هواك ويعقد في الخافقين لواك. هوذا صوتك شرارة الشوق شرقي القسمات. أيها العاملي النقي الأبي العابر كالهدير. كالهدير كالطيف ، كالسيف شطآن التاريخ ومواكب العز. أراك تجوب تضاريس القلوب، سل الجنوب وجنوب الجنوب، ينبيك حبر الارض وقطر الروح وهالغه تآمها ومض البطولات كسرب حناء. التبغ يشع على الشفق العسجدي ليستفيق الدهر وينزاح القهر، يا من درست سبل الحب والإيمان باسمى مدرسة. يا من حملت مع الخير والصبر شعلة الامام الصدر. غلابا على ذروة الروع ترفرف بالنصر. ونداء النبيه أثار النضال. فإما نكون وإما لا نكون. نداء الإباء في يوم النزال . فإما البقاء وإما المنون. لنا بحر صور والنهر والزهر والثغور والوارفات الظلال موانئ لن يستبيها احتلال”.
أضاف: “أقسو على عينيك يا بلال، ان بكتا وان لم تبكيا على عروبة ينهش لحمها الذئب ، ولقد توفيت النبالة فأنا مثلك أحب الدمع يجري في غابة من أرز لبنان النضير وأحب مثلك خيمة البدوي في صحرائنا السمراء ظمآى تشهد الفجر المطير. وأحب ماء النيل يروي غوطتي مجد وما أحلى المسير في حلكة الايام نشعل زيت مغربنا المبارك في قناديل العراق . هي عمر بلادي يا ابنة العربي، يا شعلة الهدى مشبوبة اللهب وبيت له اسرى على ثقة فوق البراق بجنح الليل خير نبي، وانت مهد لعيسى حيث رفعت جثمانه نسل صهيون على الصلب”.
وختم: “باسم الرئيس بري الذي شرفني اذ كلفني لأتحدث باسمه في هذه المناسبة الجليلة الأثيلة لاقول لبلال شرارة: صوتك في البال صوت الجهاد والوعد وفي صباحات جبل عامل يتنادى الحرف في مواكبك صرخة أفكار وثورة أحرار”.