الفاينانشال تايمز: هجوم أبو ظبي خطورة على انفراجة حذرة في منطقة الخليج
نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا كتبه ديفيد غاردنر، بعنوان “هجوم أبو ظبي خطورة على انفراجة حذرة في منطقة الخليج”.
ويستهل الكاتب مقاله بإشارة إلى أن هجوم أبوظبي الأخير، الذي تبناه الحوثيون الذين تدعمهم إيران في اليمن، هدد بإنهاء أولى المحاولات الجادة منذ عقود لبناء انفراجة في منطقة الخليج بين السعودية وإيران.
ويضيف غاردنر أن الهجوم تسبب في توتر الأعصاب وأظهر كيف بدت اليمن تشبه سوريا على أنها صراع قادر على إشاعة الفوضى خارج حدودها.
ويقول الكاتب إن “الهجوم الأخير يضاهي عملية مماثلة استخدم فيه الحوثيون طائرات مسيّرة وصواريخ عام 2019، واستهدف منشآت نفط تابعة لشركة أرامكو في السعودية، وكانت ضربة مزدوجة دقيقة أحدثت خسائر أعلنها الحوثيون أيضا، ولكن من شبه المؤكد أن إيران هي من نفذتها، وقضت لفترة وجيزة على نصف إنتاج النفط الخام لأكبر مصدر للنفط في العالم”.
بيد أن الفارق هنا، بحسب رأي الكاتب، هو أن من نفذ الضربة الإماراتية كان يستهدف توجيه “ضربة تحذيرية”.
وكانت جماعة الحوثي الشيعية، التي تسيطر الآن على معظم شمال اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، قد شنت تمردا قبل وقت طويل من مساعدتها في الإطاحة بالرئيس اليمني القوي، علي عبد الله صالح، عام 2012، وبعد أن ذهب تحالف تقوده السعودية بما في ذلك الإمارات للحرب ضد الحوثيين في عام 2015، انتهزت إيران ووكلاؤها، مثل حزب الله اللبناني، الفرصة لدعم الحوثيين كقوة ضد السعودية، منافستها الإقليمية.
وبعد هجوم 2019 على أرامكو، وفشل الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في الرد، انسحبت الإمارات إلى حد كبير من اليمن وأعلنت أنها ستركز على توسيع اقتصادها المزدهر، على أساس التجارة والسياحة، والاستقرار.
ويقول الكاتب إن الهجوم الأخير، بالقرب من مطار أبو ظبي الدولي وبالقرب من صهريج نفط تابع لشركة النفط الحكومية أدنوك، كان بمثابة ضربات تحذيرية، وكانت هذه الضربات دقيقة للغاية لدرجة أن المحللين والمسؤولين داخل وخارج الإمارات يتساءلون عما إذا كانت إيران وراءها، وليس ميليشيات الحوثي.
ويضيف أن التحذير الموجه إلى الإمارات هو عدم التدخل مرة أخرى في حرب اليمن، لاسيما بعد أن أوقفت قوات تدعمها الإمارات، الشهر الجاري، سلسلة من تقدم الحوثيين واستعادة السيطرة على محافظة شبوة وتخفيف الضغط على مأرب الغنية بالنفط، آخر موطيء للحكومة في الشمال اقترب المتمردون من اجتياحه.
ويبدو أن إيران توجه رسالة أكبر إلى العالم، من حيث الجوهر، وتقول إن كل ما يحدث في محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي أوقفه الانسحاب الانفرادي للولايات المتحدة عام 2018، لا يتعارض مع حفاظ إيران على موقعها الاستراتيجي الرائد الذي بنته على مدى العقدين الماضيين وأكثر في العراق وسوريا ولبنان.
وتعاني المحادثات في فيينا من شلل بسبب تشدد إيران، بيد أن المجموعة نفسها التي اجتمعت حول المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، ليس لديها نية لتسليم المحور العربي الشيعي الذي شكلوه، باستخدام الميليشيات العربية الشيعية، كما أن اليمن بالنسبة لإيران منتج مفيد.
والسؤال الذي يختتم به الكاتب مقاله هل يمثل هذا الهجوم على الإمارات نهاية التهدئة الدبلوماسية للأعمال العدائية في الخليج التي استمرت خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي جمعت السعوديين والإماراتيين والإيرانيين باتصالات رفيعة المستوى؟.