رأي

الفاينانشال تايمز: نفوذ الولايات المتحدة في آسيا يعتمد على المشاركة الاقتصادية

نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز افتتاحية بعنوان: “نفوذ الولايات المتحدة في آسيا يعتمد على المشاركة الاقتصادية”.

وتقول الصحيفة إن هناك عدة طرق لتفسير تعهد جو بايدن هذا الأسبوع، خلال زيارته إلى طوكيو، باستخدام القوة العسكرية إذا تعرضت تايوان لهجوم من الصين.

أما ما هو واضح بحسب الصحيفة، فهو أن مشكلة الرئيس الأمريكي مع الصين كانت أكثر بروزا بكثير من استعداده لتقديم شراكات اقتصادية ذات مغزى مع شركاء الولايات المتحدة في آسيا.

وأشارت الى انه إذا كانت الولايات المتحدة جادة في الفوز بسباق النفوذ في آسيا اليوم، فما تعتمده هي الطريقة الخاطئة.

وتضيف انه يبدو أن تعليقات بايدن، وهي المرة الثالثة التي يدلي فيها بتصريحات مماثلة، تعكس عقوداً من سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في “الغموض الاستراتيجي” بشأن تايوان.

وتقول الصحيفة إن التفسير السخي لذلك قد يشير الى أن القصد من ذلك هو ردع العدوان من قبل الصين القوية بشكل متزايد.

وتقول الصحيفة إن مشاركة 12 دولة من جنوب شرق آسيا في قمة مجموعة الأمن الرباعية في طوكيو، تعود في جزء كبير منها إلى جهود اليابان وليس بسبب جاذبية ما تقدمه الولايات المتحدة لهذه الدول.

وفي الوقت الذي تعقد فيه الصين صفقات تجارية إقليمية كبيرة مثل الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، من الواضح أن الشراكة الاقتصادية الجديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي، تعاني من ضعف.

وتعتقد الفاينانشال تايمز أن هذه الشراكة يمكن أن تصبح وسيلة لسياسة تجارية واستثمارية إقليمية أكثر جدوى، فقط إذا كان بايدن على استعداد لمنحها “بعض المحتوى الحقيقي”.

وتقول إن الوضع المثالي بالنسبة للولايات المتحدة سيكون العودة إلى الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهي الصفقة التي انسحب منها ترامب في عام 2017 والتي أعيدت تسميتها منذ ذلك الحين باتفاق الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ.

وكان بايدن اعتبر أن الواردات كانت سامة سياسيا ويبدو أنه لا يمكن التغلب على معارضة الاتفاق في الكونغرس في الوقت الحالي. وفي غضون ذلك، تحرص الصين على الانضمام إلى هذه الشراكة، على الرغم من أن طريقها إلى العضوية سيكون طويلاُ ومحفوفاً بالمخاطر بحسب الصحيفة.

كما تقدمت المملكة المتحدة بطلب لذلك. وتشير الصحيفة الى انها وإذا نجحت، فقد تجد دورا مفيدا في التوسط في عودة الولايات المتحدة.

وتقول الفاينانشال تايمز إنه وكي تتبع الولايات المتحدة هذا المسار، سيتطلب ذلك من بايدن أولاً تحويل الرواية السياسية الداخلية بشأن الصفقات التجارية من أنها تعرض الوظائف الأمريكية للخطر إلى انها تساعد في تعزيز الأمن الأمريكي.

وإذا كانت الولايات المتحدة تريد حقاً أن تكون الشريك الجذاب كقوة عظمى مقارنة بالصين، فعليها رفع الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية في علاقتها مع آسيا إلى نفس مستوى التزامها العسكري عبر المنطقة بحسب الفاينانشال تايمز.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى