نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز تحليلا لجيمس شوتر من القدس بعنوان “الصراع الأخير في غزة يكشف الاختلاف في التعامل بين حماس والجهاد الإسلامي مع الضربات الإسرائيلية”.
ويقول الكاتب إنه بينما شنت القوات الإسرائيلية ضربات جوية على أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في غزة الأسبوع الماضي، انتظر الذين وقعوا في مرمى النيران رد فعل حركة حماس، أكبر جماعة مسلحة في القطاع.
ويضيف شوتر أنه في العام الماضي أطلقت حماس، التي تحكم غزة منذ عام 2007، آلاف الصواريخ على إسرائيل في حرب استمرت 11 يومًا، لكنها هذه المرة اختارت البقاء على جانب الصراع، تاركةً الأمر للجماعة الأصغر والأكثر راديكالية.
ويقول الكاتب إنه حتى مع ابتعاد حماس عن القتال، أعرب قادتها عن وحدتهم مع حركة الجهاد الإسلامي. ويرى أن الأمر سلط الضوء على المصالح المختلفة للجماعتين، كما سلط الضوء على محاولة إسرائيل لإدارة صراع محتدم.
ويقول الكاتب إن إسرائيل ومصر حاصرتا غزة منذ تولي حماس السلطة، مما أدى إلى شل قطاع الأرض البالغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، وأدى إلى تقليص عدد سكانه البالغ 2.3 مليون نسمة. لكن منذ حرب العام الماضي، سعت السلطات الإسرائيلية بشكل متزايد لمنح حماس حوافز اقتصادية في محاولة لضمان الاستقرار وتخفيف القيود على بعض الواردات وإصدار نحو 14 ألف تصريح لسكان غزة للعمل في إسرائيل مقابل الهدوء.
ويقول إن مسؤولين إسرائيليين أشاروا إلى أن هذا النهج لعب دورًا في قرار حماس بالابتعاد عن القتال.
ويقول الكاتب إن “مراقبين آخرين يرون أن قرار حماس لم يكن له علاقة بالحوافز المحدودة نسبيًا التي قدمتها إسرائيل، بل كان له علاقة أكبر بحساباتها العسكرية والسياسية، حيث لا زالت حماس تعيد بناء قدراتها بعد حرب العام الماضي”.
وإلى جانب الحسابات قصيرة المدى، يقول محللون إن قرار حماس يعكس أيضًا الاختلافات بين مصالحها ومصالح الجهاد الإسلامي.
ويقول الكاتب إن الجماعتين تعارضان وجود إسرائيل ويشتركان في أيديولوجية إسلامية مماثلة. لكن الجهاد الإسلامي أكثر راديكالية وقد رفضت دائمًا أي تدخل في السياسة الفلسطينية ولم تلمح قط إلى أي تسوية مع إسرائيل، على النقيض من حماس.