رأي

 الغرب بين الخوف والأمل مع استمرار حكم أردوغان لتركيا

 جاء في مقال للكاتب باتريك وينتور في صحيفة “الغارديان” :

الغرب يخشى أن يستغل أردوغان النتيجة لأخذ تركيا – العضو المؤسس لحلف الناتو – بعيداً عن الغرب العلماني الليبرالي ، ويأمل في أنه نظراً لعدم أهليته للترشح مرة أخرى، وبالتالي التحرر من الحاجة إلى إرضاء الناخبين القوميين لبقية حياته السياسية، قد يكون أردوغان على الأقل منفتحا ويبني سياسته الخارجية على شيء آخر غير مبدأ الحفاظ على الذات.

فالقضية الفورية هي منعه من الوقوع في حضن فلاديمير بوتين. ونقل عن أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله: “في الآونة الأخيرة نمت لديه كراهية حقيقية تجاه القيم الغربية”.

ويقول وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، خلال الحملة الانتخابية إن أي شخص يظهر ميولاً مؤيدة للغرب هو خائن. وربما كان مجرد خطاب انتخابي، لكنه يعكس عقلية في تركيا وربما في بلدان أخرى.

وسيأتي الاختبار الأول لأردوغان في قمة الناتو في فيلنيوس حيث سيطلب منه التخلي عن حق النقض الذي استخدمته تركيا ضد انضمام السويد للناتو.

لقد رفع بالفعل حظره على عضوية فنلندا لكنه ترك السويد في طي النسيان وفي منطقة رمادية يحتمل أن تكون خطرة.

السويد التي تضم عددا أكبر من السكان الأكراد مقارنة بفنلندا، تقول إنها تكافح من أجل تبرير بعض مطالب أردوغان، بما في ذلك تسليم 140 كرديا، لم يتم نقل أسمائهم بشكل نهائي إلى الحكومة السويدية.

وفي هذا الاطار ،تشدد ستوكهولم قوانينها لمكافحة الإرهاب لإرضاء أنقرة وهي مستعدة لدراسة الأدلة على أن الجالية الكردية في السويد أصبحت مصدراً كبيرا لتمويل حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي وتركيا. لكن الحكومة السويدية اليمينية لا تستطيع أن تأمر قضاتها بتسليم الأكراد.

اما  الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرغم من وصفه لأردوغان بأنه مستبد، على استعداد لرفع الحظر، وتأييد بيع طائرات أف-16 بقيمة 20 مليار دولار وفتح فصل جديد مع تركيا.

لكن على الرئيس الأمريكي أولا إقناع قادة لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ بتأييد البيع. وألمح مايكل ماكول، الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مؤخراً إلى المرونة فهو مستعد لتأييد الصفقة طالما تم حل قضية الناتو السويدية.

الديمقراطيون في الكونغرس يريدون تأكيدات أوسع بشأن وقف تركيا لتهديداتها لليونان، لذا فإن الحديث عن وقف التدريبات العسكرية في بحر إيجه واعد.وحتى بيع الأسلحة لن ينهي في حد ذاته مقاومة أردوغان للجهود الغربية لفصله عن بوتين.

أردوغان كان قد قال في حملته الانتخابية إن تركيا وروسيا تربطهما علاقة خاصة. وتحدث عن علاقاته الشخصية مع بوتين، قائلا إنها تضعه في وضع جيد للعمل كوسيط بشأن الحرب في أوكرانيا.

كل هذا جعل من الصعب على المسؤولين الأمريكيين الذين سافروا إلى أنقرة حث أردوغان على تضييق الخناق على الشركات التركية التي تعمل كقناة لتجاوز العقوبات الغربية على روسيا لدعم أوكرانيا. وقد أثارت الولايات المتحدة الصفقات التركية مع الشركات الروسية الخاضعة للعقوبات، والتجارة مع روسيا في المنتجات الغربية الصنع، وتصدير ما يسمى بالسلع ذات الاستخدام المزدوج مثل البلاستيك والمطاط والإلكترونيات إلى روسيا دون تأثير يذكر.

فتركيا ببساطة ليست مستعدة لفرض عقوبات على روسيا، وواشنطن ليست مستعدة لفرض عقوبات ثانوية على تركيا، خوفاً من أن يدفع أردوغان إلى أحضان بوتين.

وعلى نطاق أوسع، يفضل الغرب خطط أردوغان لخفض التوترات مع جيرانه بما في ذلك السعودية وسوريا ومصر وأرمينيا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى