نشرت صحيفة الغارديان تحليلا للصحفي مارتن شولوف، الذي كتب تحت عنوان: “القتل الوحشي لمهسا أميني قد يشكل لحظة الحسم للنظام الإيراني”، ويضيف أن النظام يخشى من ثورة شعبية أكثر من اهتمام العالم بقضية مقتل مهسا.
والمظاهرات التي اندلعت في مناطق في العاصمة طهران يبدو على سلميتها أنها لن تهدأ، بينما اتسمت بالعنف في المناطق الكردية حيث تنحدر الفتاة التي قُتلت وهي محتجزة لدى الشرطة الإيرانية.
ويذكر الكاتب بحادث قتل ندا سلطان أغا عام 2009، خلال مظاهرة في طهران بطلق ناري في الرأس على يد قناص، واصفا إياه بأنه “دليل إثبات على كيفية تعامل إيران مع المعارضين والنساء”.
مهسا أميني: الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إثر قمع السلطات الإيرانية للمظاهرات الاحتجاجية على وفاتها
ويمضي الكاتب بالقول إن في الفترة ما بين الحادثتين – أي مقتل ندا ومهسا – شهدت إيران زيادة في قمع المعارضين، وسحقت الدولة كل آثار الثورة الخضراء التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009.
ويضيف شولوف أن قوات الحرس الثوري والباسيج هي التي تتحكم في الشارع الإيراني منذ انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية الإسلامية.
ورئيسي شخص “متشدد”، بحسب الكاتب، قلل من هامش المعارضة ودعم من مكانة شرطة الأخلاق مرسخا “تفسيرا غير مرن للإسلام الشيعي” في أرجاء البلاد.
لقد ألقى قادة إيران حتى الآن باللوم على “المتآمرين” في وفاة مهسا، وادعوا أيضا أن أعمال الشغب والاحتجاجات كانت من عمل الأعداء، مثل المملكة العربية السعودية.
ويشير الكاتب إلى امتلاك إيران بعضا من أقوى نظم الأمن الرقمي المتغلغلة في المنطقة وقبضة شديدة على مجتمعه.
لكن النظام الإيراني في مواجهة مع شبكة واسعة من المواطنين المغتربين الراغبين في تغيير العديد من الأمور، وأيضا في مواجهة مع نشطاء أقوياء في الداخل يعرفون كيف ينظمون أنفسهم.
ويختم الكاتب بالتساؤل: هل ستكون حادثة قتل أميني لحظة حاسمة في السعي لتقرير المصير المأمول من العديد من الإيرانيين أم هي جمرة غضب ستهدأ في النهاية؟