نشرت صحيفة الغارديان مقال رأي لحميد حكيمي بعنوان: “استخدم بايدن قتل الظواهري من أجل الشعبية – لكن قد يكون لذلك عواقب غير مقصودة”.
ويقول الكاتب إن مقتل الظواهري يعتبر نجاحاً رمزياً لجو بايدن، الذي وصلت شعبيته إلى مستويات منخفضة للغاية في الفترة الأخيرة.
ويضيف أنه حتى قبل الانسحاب العسكري من أفغانستان، كان بايدن يحاول جاهداً تجنب مناقشة البلاد في إطلالاته الإعلامية.
ويشير إلى أنه يحاول الآن الاستفادة من اغتيال الظواهري لتقديم نجاح له في أفغانستان.
ويتابع الكاتب أن مقتل الظواهري لن يغير طبيعة أي تهديد تواجهه الولايات المتحدة وأوروبا من أفغانستان تحت حكم طالبان. لكن العملية تؤكد، بحسب قوله، على مدى ضرورة ضمان عدم انزلاق أفغانستان إلى عدم الاستقرار التام وعدم نسيانها لدرجة أن توفر أرضية لاحتضان الإرهاب والجهاديين.
ويقول إن الغارة الأمريكية واغتيال الظواهري، تنفي مزاعم طالبان بالسيطرة الكاملة على الأراضي الأفغانية.
ففي حين أن أفغانستان بلد غير ساحلي، فإن العمليات الجوية التي تقوم بها الطائرات الأمريكية بدون طيار بحاجة إلى إذن من إحدى الدول المجاورة لدخول المجال الجوي الأفغاني، بحسب الكاتب.
ويشير إلى أن إيران ودول آسيا الوسطى والصين، التي تشترك في حدود جبلية مع أفغانستان، لن تتعاون مع الولايات المتحدة. ولذا يعتبر أن باكستان ستكون الخيار المنطقي.
ويقول أنه في حال تم تنفيذ هذه الضربة الأمريكية بالتعاون مع باكستان، فسيكون هناك العديد من التداعيات الإقليمية الرئيسية لذلك.
فعلى مدار ما يقرب من 20 عاماً، وفرت باكستان “ملاذاً آمناً لطالبان خلال تمردها ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وقوات الأمن الأفغانية”.
ويعتبر أنه من شأن التعاون الباكستاني-الأمريكي في عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان، أن يؤكد على تحسن العلاقات بشكل كبير، وهو ما قد يؤثر على جهود إسلام أباد لبناء مزيد من العلاقات الاقتصادية الجيدة مع الصين وروسيا.
ويشير المقال إلى أن باكستان تواجه صعوبات مالية هائلة، وكانت تحاول يائسة الحصول على دعم من واشنطن، لتأمين حزمة قروض بمليارات الدولارات من صندوق النقد الدولي.
ومن خلال التعاون في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة، تتوقع باكستان، بحسب الكاتب، دعماً أمريكياً يتجاوز التعاون العسكري ليصل الى تأمين الحزم المالية اللازمة.
لكنه ينهي تحليله بالقول إنه من السابق لأوانه التنبؤ بالنتائج الدقيقة لهذا التطور في أفغانستان والمنطقة. ويرى أن الولايات المتحدة أرسلت إشارة واضحة مفادها أنها قادرة على السيطرة على سماء أفغانستان، وأنها ستتحرك حين يستدعي الأمر ذلك.