الغارديان: حكم حزب المحافظين دمَّر كل شيء.. فهل يقولها زعيم حزب العمال؟
قبيل انعقاد مؤتمر حزب العمال البريطاني، الأسبوع القادم، اعتبرت الكاتبة في صحيفة الغارديان زوي ويليامز أن الحزب يخوض دائما معارك الأمس، لكنها هاجمت أيضا المحافظين عندما اتهمتهم بنقض برامجهم خلال السنوات السابقة لحكمهم ومنها الوعود بتقليل العجز في البداية، والجنوح إلى رفع مستواه لاحقا. واعتبرت الكاتبة أن حزب المحافظين غالبا ما يقدم العكس تمامًا ولم يعد الوقت سانحا له للتهرب من مسؤولياته خاصة بعد مضي 12 عاما عليه في الحكم تسبب فيها بالضرر لمعظم البريطانيين.
أبرز نماذج ذلك الضرر لخصتها الكاتبة بالقول “إن المملكة المتحدة صارت أفقر، وأسعار الطاقة صارت أغلى، بينما صار التضخم مرتفعا بسبب أزمة الطاقة وهو ما سبب بدوره ارتفاع معدلات الفائدة”.
وبعد استعراضها للأزمات الحادة التي تعيشها بريطانيا تضيف ويليامز “أن ذلك يحتم على حزب العمال التركيز على كيفية عدم الانجرار إلى الدوامة فالآن هو الوقت المثالي لجذب الناخبين والاقتصاديين البارعين الذين بدونهم جميعاً يضيع الأمل”.
لكن ويليامز أشارت إلى أن المشكلة الأكبر لدى حزب العمال وهو أنه يعمل دائما على إطفاء ما تصفه “حرائق الأمس” و”يتعامل مع مخاوف العام الماضي لمجموعات الضغط”.
وقالت الكاتبة إن ذلك “سيجرهم بشكل لا يقاوم إلى مسار حزب المحافظين إذ إننا غارقون في نظام قالبه مكسور”.
وللهروب من مستنقع التدهور شددت ويليامز على “ضرورة أن يتبنى حزب العمال قضية متماسكة ترتبط بالظروف الحالية”.
وتشير إلى الأزمات التي يعانيها مثلا القطاع الصحي والتعليمي وتدهور الوضع المعيشي بسبب السياسات التي كان اعتمدها المحافظون، وتقول “تستغرق سيارات الإسعاف ساعات للوصول لإسعاف المرضى، و المدارس تواجه الإفلاس، والآباء يتضورون جوعا لإطعام أطفالهم، والرعاية الاجتماعية جاثية على ركبتيها، وخدمات الأمومة غير آمنة، وكل هذا التدهور الذي يمكنك رؤيته هو نتيجة مباشرة للخيارات الحكومية. وتضيف “هذا أمر غير مريح بالنسبة لكير ستارمر – زعيم حزب العمال – فهو يقدم نفسه على أنه سياسي عملي يحل المشاكل ويركز على تحقيق النتائج بدلاً من النظريات”.
لذلك، تدعو الكاتبة حزب العمال إلى الإصرار على أخذ المبادرة على أعتاب أزمة الشتاء ورفض الفكرة السائدة بأن العوامل الخارجية – الحرب في أوكرانيا- ستحل ببساطة مع مرور الوقت، ولا يسعنا إلا التحمل.
وترفض الكاتبة التعويل على مقولة الانتظار حتى يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مرحلة غير محددة بوقف حربه وفتح خطوط أنابيب الغاز، مما سيؤدي إلى انخفاض أسعار الطاقة مرة أخرى والعودة إلى الحياة الطبيعية. وترى أن الأهم من ذلك هو “عدم تضييع الفرصة للتحرك في إيجاد البدائل عبر الطاقة المتجددة – بعيدًا عن الوقود الأحفوري – وإعطاء المناخ الأولوية ومواجهة الركود بثورة صناعية ثانية”.
وتضيف “فلا ينبغي لحزب العمال أن يسعى وراء تحقيق النمو لمجرد الحصول على مقعد على طاولة الاقتصاد العالمي الكبير بل يحتاج إلى مبادرات جديدة، لأننا وحدنا نستطيع تخليص أنفسنا”.