الغارديان: انطلاقة حكومة ليز تراس بقرارات غير شعبية
هذا الأسبوع سنرى ليز تراس – رئيسة الحكومة البريطانية المحافظة – غير مقيدة .
هكذا عنونت الكاتبة في الغارديان البريطانية بوللي توينبي مقالها ولفتت إلى أنه “مع انتهاء الحداد الرسمي ( على الملكة إليزابيث الثانية )، ستبدأ رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس في وضع خطة عملها قيد التنفيذ وتتعمد اتخاذ قرارات غير شعبية .”
وعلى الرغم من أن القرار الملكي خلال فترة الحداد كان يوجب على كل الأطراف عدم الحديث بالسياسة إلا أنه كانت هناك أخبار متواصلة عن السياسات المنتظرة من مكتب رئيسة الوزراء عبر تسريبات متعمدة ، بينما التزمت الجبهة الأمامية لحزب العمال بقواعد الحداد بشكل صارم دون أن تنبث ببنت شفة”.
وتضيف الكاتبة ، “من المحتمل أن تكشف سلسلة من القرارات هذا الأسبوع عن هذه السياسات، التي غالبا لا تحظى بشعبية ، حتى بين ناخبي حزب المحافظين أنفسهم . وتشير الكاتبة إلى قائمة قرارات ستتخذها ليز تراس تتعلق بالسوق الحرة ، وتقليص (التزامات ومصاريف) الدولة.
وتقول توينبي ” تبدو تراس عازمة على رسم الحدود الواضحة مع حزب العمال ولا توجد أي علامة على اعتماد البراغماتية .”
وهناك قضايا تتعلق بإلغاء الحد الأقصى لمكافآت المصرفيين .
كما أن هناك تذمر من الرواتب العالية الخارجة عن السيطرة.
وترى الكاتبة “عدم وجود تأييد لإلغاء الزيادة المرتقبة في ضريبة الشركات، خصوصا أن التخفيضات الضريبية السابقة على الشركات لم تحرز الكثير لتعزيز الاستثمار التجاري ، الذي انخفض بالفعل على مدى العقدين الماضيين على الرغم من أن المملكة المتحدة لديها مستوى هو من بين أدنى معدلات الضرائب في الاتحاد الأوروبي ، كما يقول معهد أبحاث السياسة العامة.” وكذلك الأمر، فإن توينبي تعتبر ” أن التخفيضات الضريبية الشخصية لن تحظى بتأييد شعبي ،إذ أن مجموعات الضغط العمالية تظهر أن الناخبين هم أكثر قلقًا بشأن فشل الخدمات العامة ويدركون جيدًا أن الأغنياء هم الأكثر استفادة (من التخفيض الضريبي) .
كذلك يُقابَلُ الرفض لفرض ضريبة غير مقررة على أرباح شركات الطاقة بالسخط ( في ظل ارتفاع أسعار الطاقة ) ، بينما يستهدف الاتحاد الأوروبي تحقيق مكاسب غير مقررة (عبر فرض ضرائب على موردي الطاقة ) تبلغ 140 مليار يورو أي ما يعادل 121 مليار جنيه إسترليني
وتضيف الكاتبة “إن خطة “مناطق الاستثمار” الجديدة المعفاة من الضرائب تتجاهل الأدلة الكثيرة على أنها غير مجدية.
وتقول الكاتبة إن البريطانيين يقفون على شفا الركود ، حيث” بلغ التضخم 9.9٪ ، ومن المرجح أن يحصل الارتفاع السابع على التوالي في أسعار الفائدة هذا الأسبوع ، كما أن أزمة تكلفة المعيشة تستنزف الأسر ، والشركات الصغيرة يصيبها الإفلاس، وتتفاقم معضلة عدم المساواة.
يضاف إلى ذلك كله أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدى إلى تدهور الميزان التجاري ، بالتوازي مع مزيد من الإضرابات ضد خفض الأجور – وانهيار الجنيه الإسترليني.
وتنتقد الكاتبة “هذا الاقتراض( الحكومي ) الضخم البالغ 150 مليار جنيه إسترليني لدعم فاتورة الطاقة لأن نتائجه ستؤدي فقط إلى لجم تنامي حالة التدهور ، لكن الفواتير للطاقة تضاعفت بالفعل في غضون عام واحد .
و تشير توينبي إلى أزمة خطيرة تتهدد قطاع الرعاية الصحية الوطنية، حيث هناك قائمة انتظار طويلة من المرضى تصل “إلى 6 ملايين وتسعمئة ألف مريض ينتظرون أن يحين دورهم لتلقي العلاج، مع نفاذ القدرة الاستيعابية البالغة 13500 سرير مخصصة للمرضى الذين ينتظرون الرعاية الاجتماعية.” وبذلك تعتبر توينبي أن هدف ليز تراس ( في حل هذه المعضلة ) قد تحطم جزئيًا بسبب الخسارة الهائلة في القوى العاملة ( في المجال الطبي) بعد إصابة ما مجموعه 352 ألف مريض بعلل صحية تحتاج للمعالجة على المدى الطويل بسبب إصابتهم بالوباء ( كورونا )
تضيف الكاتبة أن “النمو هو أهم أهداف الحكومة الحالية لأنه الخلاص الوحيد وهو ما يوافق عليه حزب العمال كما فعلت كل الحكومات، لكن من المؤكد أنه “إذا اندفعت ليز تراس إلى الأمام دون هدف ، فقد يُعجب البعض ( من مؤيديها ) بإيمانها المطلق بالنفس ،وليذهب الرأي العام الى الجحيم، وإذا كان الأمر كذلك، يستطيع حزب العمال أن يكسب حظه السعيد، فهل أن تراس ستكون حقا – كما تقول الطرفة – شامةً خفية ستؤدي إلى تدمير حزب المحافظين من الداخل؟
لكن الكاتبة تنتقد أيضا حزب العمال فترى “أنه يعرف أن فشل حزب المحافظين ليس كافياً أبداً ، وسيحتاج المؤتمر الخاص بحزب العمال إلى مجموعة من الأسباب الوجيهة لكسب الثقة وبث الأمل في نفوس الناخبين كي يكون دور العمال أفضل من مجرد حزب في المعارضة.