نشرت صحيفة الغارديان مقالا لماييف هيغينز حول إطلاق النار الجماعي الذي شهدته مدرسة ابتدائية في ولاية تكساس الأمريكية.
واعتبرت الكاتبة أن “أمريكا اليوم هي بمثابة جسد يهاجم من الداخل… لقد أصبح النظام الذي استخدمناه في السابق لحماية أنفسنا خارج عن السيطرة، والآن يهاجمنا”.
وأشارت إلى أنه “قبل الهجوم على مدرسة روب الابتدائية في تكساس وقتل 19 طفلاً وشخصين راشدين، شهدت الولايات المتحدة قبل أقل أسبوعين مقتل عشرة أشخاص في إطلاق نار جماعي آخر داخل متجر في نيويورك”.
وقالت “إننا في جميع أنحاء البلاد، نستمع إلى صرخات الأقارب في ذهول. إن حزنهم ورعبنا الجماعي يثقل كاهل عقولنا وقلوبنا”.
وأضافت أنه “في المتوسط يُقتل ما يقرب من 53 شخصاً يومياً بمسدس في الولايات المتحدة. وبحسب البيانات التي جمعتها بي بي سي من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، هناك 45222 شخصاً في أمريكا ماتوا من إصابات متعلقة بالبنادق في عام 2020، وهو العام الأخير الذي تتوفر عنه بيانات كاملة. وكان أكثر من نصف هذه الوفيات حالات انتحار، أما 43٪ من الوفيات – تصل إلى 19384 شخصا – فكانت جرائم قتل”.
وأشارت هيغينز إلى أنه في سنوات الوباء، ارتفعت مبيعات الأسلحة.
وقالت الكاتبة إنه “يوجد بنادق هنا أكثر مما هو عليه الحال في معظم البلدان المماثلة؛ من السهل نسبياً الحصول على الأسلحة بشكل قانوني وغير قانوني. وتشير الأدلة إلى فشل شبه كامل في منع الأشخاص الخطرين من شراء الأسلحة واستخدامها لقتل وإيذاء الآخرين وأنفسهم”.
وأضافت “كجسد لا تزال الأمة الأمريكية شابة نسبياً، عمرها قرنين فقط الآن. يحتوي هذا الجسم على العديد من الأجزاء المكسورة، وهي سهولة الوصول إلى الأسلحة الفتاكة والذكورية السامة والعنصرية… والأيديولوجيات المشوهة المبنية حول الحق الدستوري في حمل السلاح”.
وختمت بالقول “بدلاً من معالجة هذه الأجزاء المكسورة، نستمر في العمل وفي نقل هذه الأجزاء التالفة معنا. لا توجد ألغاز هنا. لدينا إجابات على الأسئلة المتعلقة بكيفية السماح بحدوث ذلك ولماذا سيستمر حدوثه. السؤال الآن هو كيف نعيش في جسد يهاجم نفسه؟”