رأي

العيش المتكامل في الخليج العربي.

كتب سامي العنزي في صحيفة السياسة.

التكامل في العيش، والتعايش معه دليل رقي المجتمعات، وكذلك دليل على توحيد المجتمع وفهمه بدقة للاولويات؛ ومن ثم تقديم الاكثر اهمية على الاهم، والاهم على المهم.
هذا الفهم الراقي من الطبيعي تكون له ايجابياته على المواطن، وحتى المقيم، على الاوطان ايضا.
من خلال هذا التفاهم والتعايش الجميل بين كتل المجتمعات، وفهم التكامل الفهم الصحيح تكون حينها الدولة لها القدرة في فهم واقعها بدقة عميقة ومتناهية،وكذلك مستقبلها، وعلى اثر ذلك؛ تستطيع ان ترسم وتحدد الدولة مستقبلها المتوقع في قابل الايام بكل حرية وذاتية، وتوضح ذلك للمواطن والقائمين على ارض هذا الوطن او ذاك، والتي تجيد شعوبها العيش عليه بتكامل؛ سواء كان التكامل التخصصي العلمي والمهني او التكامل العرقي والديني المذهبي.
حينها يكون من الطبيعي الترفع عن العنصرية الاجتماعية والبغض الطبقي، والغل والحقد الذي يهدم الاوطان، ويهدم ما لا يُهدم!
لا اكتب من اجل المجتمع الملائكي او المثالي، لكن اكتب بواقعية في هذا الامر من منطلق فهم شرعي اسلامي انساني قائم على امور الدين؛ الاول منه: التوحيد وعبادة الله تعالى وحده.
ثم العمل بالاخلاق الحميدة التي جاء بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) “جئت لاتمم مكارم الاخلاق”.
ولابد من تقديم المتفق عليه وتأخير المختلف عليه، والحرص على عدم التسرع حتى لا يقع المجتمع بالمحظور (لا تنه عن منكر وتأتي بأكبر منه”، او كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحذر منه.
هذا مع التركيز؛ الدقيق جدا على مناهج التعليم للاجيال؛ لترسيخ هذه الامور في الاجيال، ومن ثم ادراكها لذلك تمام الادراك.
نحن اليوم نلاحظ، ونعايش ونتعايش مع التكتلات، التي نراها ونسمع عنها، سواء على المستوى الجغرافي الحدودي او السياسي الاقتصادي، او العرقي الاجتماعي او حتى العسكري. والناظر لهذه التكتلات يستشعر ان الانسان مهما كان قويا لا يمكن ان تستمر قوته، وتبقى من غير التوافق والتكامل مع اخيه الانسان الاخر، فما بالك في شبه الضعيف، او الضعيف فعلا، ويسعى الى ان يعيش في قمقم مدعيا القوة، ضاحكا على نفسه قبل غيره؛ ويقول: انا حر! وانا الاصل والفصل، وغيري منبوذين، وفي كل قرار، وكل حرف لا نشتم منه الا النتانة العنصرية والعرقية البغيضة؟
حين نتابع التكتلات العالمية والاقليمية، وقوتها وجبروتها، العلمي والعسكري والاقتصادي، ومع ذلك لم يستغن انسانها في تلك التكتلات عن اخيه الانسان الاخر المتفق معه؛ بل يظهر كل منهم حاجته للاخر.
نعم، لانهم استوعبوا، علميا وتربويا، ان الانسان يتكامل مع الاخر، ومع بعضهم بعضا، ومن غير ذلك، فهو اقرب الى التلاشي والذهاب كالهباء المنثور.
خير من نراه مهيئا فطرة لهذا التكامل والترابط؛ دول “مجلس التعاون” الخليجي، وذلك لترابطها الفطري، اجتماعيا ولغة، وعرقيا واصولا وتاريخا، واقتصاديا وحضارة، واهم من هذا وذاك كله؛ دينا واعتقادا.
نحن في دول “مجلس التعاون” الخليجي اولى المجتمعات في هذا التوحيد والتكتل المتكامل بيننا، فتكاملنا جاهز وفطري بكل معنى الكلمة، ولا يحتاج منا الا الدعم كشعوب لحكوماتنا وحكامنا، والتحرك باخلاص وبعمق حبا في الامة، لتكون مسيرتنا اسرع الى الخير والمستقبل الافضل.
ونستطيع ان نعايش ونتعايش مع من حولنا بعزة وحرية ذاتية يعلمها حينها من حولنا والعالم اجمع!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى