تيريز القسيس صعب.
خاص رأي سياسي…
يكثر الحديث في هذه الآونة عن مساع حثيثة تُبذل لاعادة سوريا إلى الحضن العربي، وذلك عبر مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة العربية المرتقبة في الشهر المقبل في السعودية.
وازاء هذا الزخم من الاتصالات والمشاورات التي تجري على أكثر من جهة، فإن المعطيات الأخيرة لا تدل بشكل حازم ان كل هذه الجهود قد تترجم على ارض الواقع في القمة المرتقبة، كما أن هناك احتمال لمفآجات قد تحدث في الساعات الاخيرة تعيد لسوريا الاسد حضوره ودوره بين اشقائه العرب.
فكل الدلائل والمؤشرات والتمنيات والتصاريح التي تعلن بعد كل زيارة لرؤساء وقياديين عرب، ان في الرياض، او سوريا او القاهرة او اي دولة قرار في المنطقة، تشير إلى أن عودة الاسد الى ملئ كرسيها في الجامعة العربية باتت مؤكدة وثابتة، وطويت كل صفحات عزلتها ومقاطعتها للسنين العشر الماضية، من دون اي محاسبة لما اقتُرف بحق الشعب السوري.
الا ان الحراك الدائر اليوم في المنطقة ان في ما يتعلق بالاتفاق الايراني-السعودي أو عودة سوريا إلى الحضن العربي، يعتبره مرجع ديبلوماسي عربي في العاصمة الفرنسية بانه خطوة متقدمة ولافتة يجب التوقف عندها ومتابعتها بشكل دقيق.
وراى أن ما يحصل في الوقت الحالي مرتبط بسلسلة من المؤشرات والمعطيات، اضافة الى أجواء المصالحات التي سادت في المنطقة ان مع الاتفاق السعودي الايراني، او مع مصر وتركيا والإمارات وسوريا…
وقال ان الاجماع العربي الذي تفرضه قوانين واسس النظام الداخلي للجامعة العربية لاعادة سوريا، وانتظام العلاقات العربية-العربية بشكل مغاير عما كانت عليه قبل مقاطعتها…كل هذه الامور ما زالت تشوبها بعض التباينات في مواقف الدول االعربية المعارضة.
فإما انها لا ترى ان العودة قد اختمرت، وإما تلتزم الصمت من دون اي تعليق عما يدور حولها، وإما فهي تتصرف من تلقاء ذاتها… بمعنى آخر التمنيات شيى، والتطبيق شيئ آخر.
المراجع التي رفضت ذكر اسمها اشارت الى ان بعض الدول العربية لاسيما قطر وسلطنة عمان والكويت…ما زالت مواقفهم غير واضحة ومتارجحة بين مؤيد او معارض لعودة سوريا.
فما نسمعه من حين لآخر يصب في إطار تمنيات وتعبير منفرد لاي دولة عربية في غياب الإجماع الواحد حول هذه المسالة، والا لو كان هناك اجماعا حول هذه المسالة العربية الحساسة، فلتبنته الجامعة العربية وعرضته على الدول الاعضاء أثناء اجتماعها الاخير في القاهرة الشهر الفائت.
إزاء هذا الامر يبدو أن الاتصالات الديبلوماسية النشطة حول هذا الامر تحكمها ظروف ومعطيات دولية واقليمية لم تتضح معالمها بعد. ويؤكد المرجع اعلاه نقلا عن مسؤول خليجي انه لا يمكن الحديث عن عودة سوريا للجامعة بمعزل عن القوى الفاعلة الرئيسية في الملف السوري. بمعنى آخر فان بعض المواقف العربية التي تدعو لإعادة النظام السوري ما تزال تصطدم بمواقف أميركية وغربية رافضة لذلك.
وتربط هذا الامر بضرورة معاقبة ومحاسبة النظام السوري على جرائم الحرب ضد الإنسانية لاسيما ما يتعلق باستخدامه أسلحة كيماوية ضد شعبه.
الا ان ما بات مؤكدا وجود وجهة نظر عربية تبلورت وتكوّنت بضرورة الحوار مع سوريا، وان اعادة فتح باب الحوار معها من شانه ابعادها عن السياسة الايرانية ووضعها على الخط العربي المستقيم.
وفي انتظار جلاء الصورة اكثر فاكثر قبل موعد عقد القمة العربية في ١٩ أيار المقبل في السعودية، لا معلومات مؤكدة ودامغة عن مشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة المقبلة، في ظل الحديث عن زيارة ينوي وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان القيام بها إلى دمشق بعد عيد الفطر.
اشارة اخيرة الى ان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد زار القاهرة بعد قطيعة منذ العام ٢٠١١، والتقى بنظيره المصري حسام زكي، وتباحثا في خطوات عودة سوريا إلى الجامعة العربية بوساطة مصرية وسعودية.
فالأيام المقبلة حاسمة…ومصير العودة معلق بين مؤيد ومعارض لها.