العمارة في الدينار الكويتي
كتب د. يوسف عبد المحسن الهارون في صحيفة القبس.
الدينار الكويتي أقوى عملة في العالم. في سعر اليوم، يساوي الدينار الواحد 3.23 دولارات أميركية. لن تناقش هذه المقالة القوة الشرائية للدينار، بل ستناقش العمارة في العملة نفسها. تعتبر العمارة مصدراً للهوية الوطنية والفخر المعبر عن الثقافة والازدهار الاقتصادي. في مجال الاقتصاد والمال، يعد تصوير مبان محددة للعملة أمرا مهما للغاية حول كيفية عرض الدولة للعالم.
إن الإصدار السادس من الدينار الكويتي تم طرحه للتداول في 29 يونيو 2014. ويعتبر بنك الكويت المركزي ان الدينار يستخدم «هيكلا أنيقا وموحدا لجميع أوراق فئات ذلك الاصدار ومجسمات لرموز مهمة من التراث الوطني لدولة الكويت وأبرز إنجازاتها الاقتصادية، ويتأسس هيكل أوراق جميع فئات الاصدار على العلم الوطني، مع رسوم لرموز وطنية مهمة في الدولة على الوجه الامامي، ورسوم تعبر عن تاريخ دولة الكويت وانجازاتها الاقتصادية على الوجه الخلفي». دعونا الآن نتحدث عن كل فئة من الدينار ونوع المعالم التي تظهر فيها:
أولاً، ربع الدينار، يظهر في الوجه الامامي برج التحرير في الكويت الذي يعبر عن الاستقلال، وفي الجانب الآخر يظهر باب خشبي تقليدي كان موجودا في البيوت القديمة في الكويت. أما الفئة الثانية هي نصف الدينار الذي تظهر فيه أبراج الكويت الشهيرة من جهة ولا يوجد معلم معماري على الوجه الآخر. يليه الدينار الكويتي، ولعله الأكثر استخداماً وتبادلاً بين الناس، يوجد فيه مسجد الكويت الكبير من جهة والآثار اليونانية في جزيرة فيلكا من جهة أخرى. يمثل المسجد هنا صورة الكويت كدولة ذات أغلبية مسلمة وأهمية الإسلام في ثقافتنا وهويتنا الوطنية.
علاوة على ذلك فئة الخمسة دنانير تحمل صورة بنك الكويت المركزي في الوجه الامامي والوجه الآخر يعرض تفاصيل مصفاة النفط المصدر الرئيسي للدخل وازدهار البلاد. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن مصفاة النفط لم يتم تصويرها بشكل أكبر على الرغم من الدور الرئيسي الذي تلعبه. العشرة دنانير تعكس عمارة مجلس الأمة الكويتي، رمز الشعب والحرية في الكويت. وأخيرا، الـعشرون دينارا هي الأكثر قيمة ولكن ليس بالضرورة الأكثر استخدامًا، فهي تعكس قصر السيف القديم، وهو معلم تاريخي يرمز إلى حكم الأمير وسلطة الدولة.
هناك شيء تجب ملاحظته أنه في جميع الأوراق النقدية توجد سفن تقليدية مختلفة. وفي الوجه الخلفي في ربع ونصف الدينار يوجد الداو وهو سفينة شراعية تقليدية وشهيرة في الكويت. وفي الدينار الواحد البتيل سفينة شراعية كويتية متوسطة الحجم استخدمت للغوص على اللؤلؤ، وفي الخمسة دنانير تظهر سفينة على جانب واحد وناقلة نفط في الجانب الآخر. وفي فئة العشرة دنانير سفينة السنبوك، بينما الورقة النقدية فئة العشرين مرة ثانية تعكس الداو. تمثل هذه السفن التاريخ الكويتي البحري الرائد في المنطقة والتجارة والغوص بحثا عن اللؤلؤ. ويعتبر هذا من العمارة البحرية التي كانت قلب تجارة الكويت واتصالها بالعالم، وهو ما يفسر مكانتها البارزة في الدينار.
بشكل عام ان العملة تقوم بعمل ممتاز في التعبير عن هوية الكويت من خلال العمارة، إلا أنها غابت عن معلم معماري مهم وهو البيت الكويتي القديم ذو الفناء او الحوش مع اليوان والباقدير وغيره من العناصر القديمة للبيت الذي كان موجودا بجميع أنحاء المدينة القديمة. وبالتالي فإن صورة هذا المعلم ربما تجعل الورقة النقدية أكثر إثارة للاهتمام وتحتفل بأهم شيء في الكويت، وهو شعبها.