رأي

العلاقات الكويتية – العُمانية… نموذج مشرف

كتب بسام القصاص في صحيفة السياسة.

تتجذر علاقة دولة الكويت بسلطنة عمان التاريخية، فقد كانت التجارة عامل أساسي لنشأة هذه العلاقات، فحرص الطرفان على التبادلات الاقتصادية، وساعدهم في تقوية هذه العلاقات قربهم الثقافي والاجتماعي برعاية وقيادة سمو أمير الكويت الشيخ نواف الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الاحمد، والسلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد.
البلدان يتمتعان حاليا بنهج ديبلوماسي خاص عن باقي دول المنطقة، قائم على تعزيز الاستقلالية، وتخفيض التوترات الإقليمية، والوساطة في حل الأزمات، ونستنتج من العلاقات الكويتية – العمانية إلى أن التقارب والتحالف في ظل الأجواء المضطربة في الخليج والشرق الأوسط، أمر ممكن وواقعي.
ويسجل التاريخ قيام الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح بزيارة رسمية لسلطنة عمان في سبتمبر 1991 التقى خلالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وقدم فيها شكر الكويت للسلطنة على مواقفها المؤيدة للحق الكويتي خلال محنة الغزو العراقي.
وبعد شهر واحد زار السلطان قابوس الكويت للمشاركة في القمة الخليجية الثانية عشر لدول “مجلس التعاون” الخليجي، وتكررت زيارة السلطان قابوس إلى الكويت مرة أخرى عام 2002 وعام 2005 للتنسيق حول المواقف المشتركة.
وفي عام 2009 قلّد الأمير الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح السلطان قابوس “قلادة مبارك الكبير”، خلال زيارته الى الكويت، فيما قلد السلطان قابوس سمو أمير الكويت “وسام عمان المدني” من الدرجة الاولى.
وظل اهتمام سلطنة عمان بالتقارب الدائم مع الكويت، وزار السلطان قابوس الكويت في أعوام 2010 و 2012، وشكلت الدولتان لجنة اقتصادية مشتركة لبحث ملفات التعاون، وتوقيع الاتفاقيات اللازمة، ثم زار أمير الكويت الراحل السلطنة في 2017، وشهدت البلدان أيضاً زيارات متبادلة لاعضاء المجالس النيابية طوال العقود الماضية لتعزيز الأواصر الشعبية بين الجانبين.
وكانت آخر زيارة لسمو امير الكويت في 2020 ليقدم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس، وأرسل سمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، برقية تهنئة بمناسبة الذكري الثالثة والخمسين للعيد الوطني لسلطنة عمان التي أرسلها ا يوم الجمعة 17 نوفمبر إلى السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان.
ومن الجهة الثقافية،افتتح أمير الكويت الراحل في يناير 2018، المعرض الوثائقي على هامش المؤتمر الدولي السادس “علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج” بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي”، والذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ويهدف المعرض إلى تعزيز ثقافة البحث والاطلاع، وتعريف دول المنطقة بدور عمان التاريخي والحضاري، وتناول المعرض قسماً لصور ووثائق حول تاريخ العلاقات بين عمان والكويت.
وقبل عام أصدر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، قرارا وزاريا بإشهار جمعية “الصداقة العمانية الكويتية” لتمتين العلاقات بين الدولتين وتتويجا لتاريخ طويل من التقارب الإيجابي.
و من ناحية التعاون الاقتصادي، والذي أفرز تبادلا تجارياً واستثمارياً وتوقيع العديد من الاتفاقيات وتتصدرها مشاريع مشتركة في منطقة الدقم الإقتصادية مثل: مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات وتخزين النفط في “رأس مركز” التي تصل حجم استثماراته إلى 8 مليارات دولار أميركي.
وتعد دولة الكويت الأولى خليجياً وعربياً في الاستثمار في منطقة الدقم الاقتصادية، ووفق الإحصاء الرسمية، فإن التبادل التجاري بين الدولتين قد بلغ العام الماضي، 464 مليون دولار، فيما بلغ عدد الشركات المشتركة بين الجانبين العماني الكويتي 557 شركة، وفي يونيو 2021، عقدت السلطنة ودولة الكويت جولة جديدة من مباحثات لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين في مجالات الثروة الزراعية والحيوانية والسمكية، بتنظيم من غرفة تجارة وصناعة عُمان.
واستعرضت المباحثات الفرص الاستثمارية في المجالات الزراعية والحيوانية والسمكية المتوافرة لدى الجانبين، وقام المختصون بهيئة الغذاء والتغذية بدولة الكويت بعرض القوانين واللوائح والمواصفات القياسية التي تخص استيراد وتصدير المُنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية.
وتستمر العلاقة بين عمان والكويت في الازدهار، مدفوعة بالروابط التاريخية والثقافية والسياسية، وتمتد شراكتهما إلى ما هو أبعد من مجرد القرب الجغرافي، اذ تتعاونان بنشاط على جبهات مختلفة، من السياسة والاقتصاد إلى التعليم والثقافة، ومع الالتزام بالتقدم المتبادل والرخاء المشترك، وتعمل عمان والكويت بكل الوسائل علي تعميق وتعزيز صداقتهما في السنوات المقبلة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى