
محمد حسن الساعدي, خاص – “رأي سياسي” :
بدأ العراق يسجل تقدماً ملحوظاً في تسخير عائدات النفط المصرة الى الخارج،وأخذ الاعمار والاستثمار يأخذ مساره الطبيعي في عملية الاعمار للبلاد وتمويل البنية التحتية التي تعرضت للدمار على مدى الثلاثون سنة الاخيرة،بالاضافة الى التراجع الواضح في الشحن والاقتتال الطائفي وآخذت آليات الاستقرار تنهض أمام الخراب والدمار،وفي نفس السياق تعمل الحكومة العراقية والقوى السياسية عموماً حماية العراق من الانزلاق نحو حرب واسعة مع الكيان الاسرائيلي قد تتوسع وتدمر المنطقة بالكاملة، كما انها تكون سبباً مباشراً في تراجع التقدم والنمو الاقتصادي للبلاد.
العراق يعتمد في آلية التعامل مع الوضع في المنطقة وفق مبدأ الدبلوماسية والتي يحاول فيها أن يكون ممراً باتجاهين:
الاول: ممراً لتقديم كل انواع الدعم المالي واللوجستي والاعلامي والسياسي للشعب الفلسطيني واللبناني وهذا ما عبر عنه بيان المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والذي رسم فيها خارطة التعامل مع الاوضاع في المنطقة وكيفية تقديم الدعم الكامل للمنكوبين من ابناء شعبنا الفلسطيني واللبناني،وانعكس كذلك في الدعم الذي تقدمه حكومة السيد السوداني عبر قوافل الاغاثة مستمر وممر جوي بين العراق وغزة ولبنان .
الثاني : دور العراق في إيجاد تهدئة في المنطقة على أساس إيقاف الحرب الهمجية التي يمارسها الكيان الاسرائيلي الغاصب على الشعب الفلسطيني واللبناني، وهذا ما لمسناه في خطاب السيد رئيس الوزراء محمد سياع السوداني سواءً في اجتماعات الامم المتحدة او من خلال القمة العربية الاخيرة التي عقدت في الرياض، وتأكيد موقف العراق الثابت من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه، بالإضافة الى ضرورة إنهاء الحرب والركون الى الحوار في إنهاء الازمات التي يخلقها هذا الكيان في المنطقة.
بالرغم من كل الجهود التي تبذلها حكومات الدول العربية والاسلامية في إيقاف الحرب على غزة وجنوب لبنان،الا ان نتنياهو يسعى بكل جهده الى إيقاف وعرقلة هذه الجهود ويسعى الى أتساع رقعة الحرب في المنطقة وجر واشنطن الى هذه الحرب التي يفرضها بقانونه على الشعب الفلسطيني واللبناني على حد سواء، والتي تجاوز فيها كل اخلاقيات الحروب والنزاعات عبر أستهداف المدنيين للعزل لمحاولة تعويض فشله في جبهة غزة وتحقيق نصر وهمي في جنوب لبنان،وهذا ما لم يتحقق لحد الآن.
مهما تعالت شعارات النصر أو أدعت تل أبيب انها حققت نصراً على المقاومة في غزة او جنوب لبنان، الا ان الواقع على الارض لا يتطابق مع هذا الادعاء ويبقى مجرد حديث اعلامي مستهلك يحتاج الى لغة الارقام في الميدان،فمجرد وقوف حزب صغير ذو أمكانيات محدودة امام الكيان الاسرائيلي ومن خلفه الدول الكبرى هو بحد ذاته نصراً متحقق على الارض، وان الميدان هو الحاكم وهو من يقرر علامات النصر ويبقى أي حوار او تهدئة مرتبطة بوقف اطلاق النار والجلوس الى الحوار وليس تحت سقف النار .