العامل الصيني
كتب أليكسي غونتشاروف، في “زافترا”:
باتت الصين الأولى في قائمة شركائنا الاقتصاديين.
إذا اتخذ شي جين بينغ قرارًا بشأن عملية محدودة للسيطرة على الجزر حول تايوان، فسيؤدي ذلك إلى صدمة للاقتصاد العالمي كتلك التي شهدها العالم عند عودة شبه جزيرة القرم ودونباس. لكن الإحساس لا يفارقني، بأن الجزء الأكبر من 2024 سيمضي في حالة ترقب.
يقولون إن الصين تحاول إفهام الولايات المتحدة، بكل طريقة ممكنة، أنها ند لها فهي أيضا دولة عظمى، وبالتالي عليها أن تتقاسم معها (السيطرة)، وأن تبتعد عن شرق آسيا، وبالدرجة الأولى أن تتوقف عما تضمره من خططها مع الهند، وأن تسحب قواتها من اليابان وكوريا الجنوبية. لذا فإن المسألة التايوانية مجرد بداية لعملية تطهير كبيرة.
لذلك، تصبح العملية التايوانية أمرًا لا مفر منها؟
نعم. في الواقع، الصين لديها حليف واحد فقط، هو روسيا. النقطة المهمة هي أنها حليف وطاقة. يجري توفير 75٪ من الهيدروكربونات إلى الصين من الخارج. وفي حال نشوب عمليات حربية في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، سيكون من الصعب نقل النفط. هذه حقيقة الواقع الجغرافي. فقط روسيا توفر النفط إلى الصين بغير الطرق البحرية، توفر ما يعادل 15٪ من النفط الذي تتلقاه الصين. وهذا كثير. فالنفط يأتي عبر”سيبيريا الشرقية- المحيط الهادئ”، ويمكن للصين أن تصمد، من حيث المبدأ، حتى في حال القيام بحملة عسكرية. بل، وسيتمكن أسطول المحيط الهادئ الروسي من تنظيم ممرات لإمداد الصين بكل ما يلزم.