الطلبة الوافدون زادوا
كتب ابراهيم عبدالمجيد القيسي في صحيفة الدستور.
بأكثر من 4 آلاف و500 طالب وطالبة، زاد الطلبة الوافدون لجامعاتنا وكلياتنا المختلفة، وبلغ عدد الدول التي توفد أبناءها للدراسة في الجامعات الأردنية (109) دول، حسب خبر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ أمس الأول، وهي زيادة إيجابية، لا تتفق مع الحملات الإعلامية المختلفة التي انطلقت صيف هذا العام، والتي اتخذت خلالها دولة شقيقة قرارا بوقف إيفاد طلبتها المبتعثين للدراسة في الجامعات الأردنية، الأمر الذي دفع ببعض الأجندات وحامليها، للمؤاجرة بالتعليم العالي في الأردن، لكن وخلافا لكل ما يقال أو يحاك ضد المكتسبات الأردنية والنجاحات المتميزة، زاد عدد الطلبة الوافدين ولم ينقص، وأصبح إجمالي عدد الطلبة الوافدين من الخارج للدراسة في الأردن، أكثر من 46 الف طالب وطالبة للعام الدراسي (2023 – 2024)، بعد أن كان عددهم حوالي 41 ألفا و500 طالب في العام الدراسي الماضي (2022 – 2023).
في خبرها أمس الأول، بررت وزارة التعليم العالي هذه الزيادة لاعتبارات وعوامل مختلفة، من بينها ما لا نختلف عليه، بل نعززه ونتمنى دوامه، وهو «الاستقرار» الذي ننعم به، وهذا لعمري مطلب مستحيل بالنسبة لكثيرين، فلا مجال في تلك الدول أن توفر استقرارا تنعم بها شعوبها، وفي الوقت نفسه تتمسك بمبادئها وتدافع عن مصالحها، لكننا في الأردن، نجيده، فلم تتخل الدولة الأردنية عن مبادئها، ومصالحها العليا كلها، وفي الوقت نفسه حافظت على استقرار وأمن، وثبات كبير، وهذه نعمة كبيرة نحمد الله عليها، وندافع عن ضمانات استمرارها، ويجب أن تشمل كل القطاعات المتعلقة بالشأن الأردني، سواء أكانت سياسية أم أمنية أم اجتماعية أم اقتصادية..الخ.
وذكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بأن التعاون بينها وبين هيئة تنشيط السياحة باعتبار الأخيرة شريكا استراتيجيا للوزارة في مجال تنشيط السياحة التعليمية، وقد ساهم هذا التعاون في تحقيق هذه الزيادة، بعد إطلاق حزمة من النشاطات الموجهة للطلبة الساعين للدراسة خارج بلدانهم تحت شعار «أنتم سفراء الأردن»، وأن الوزارة والهيئة قد أطلقا خطة تستمر من 2023 وحتى 2027، لاستقطاب مزيد من الطلبة ومن مختلف دول العالم، للدراسة في جامعاتنا الأردنية، وجدير بالذكر هنا بأن الحكومة قد رفعت موازنة دعم الجامعات الرسمية من 70 مليون دينار سنويا، ليبلغ 75 مليونا، كما رفعت مخصصات المنح والقروض الموجهة للطلبة الدارسين في الجامعات الرسمية من 10 ملايين دينار إلى 20 مليون دينار..
العنصر الأهم اليوم لترويج التعليم العالي في الأردن، بل لكشف حقيقة تميّزه، متعلق بما حققته الجامعة الأردنية من تصنيف عالمي، حيث تم تصنيفها ضمن أول 500 جامعة حول العالم، وهي مرتبة تستحقها بلا أدنى شك، وعن نفسي أقول إنها مرتبة مستحقة، وقد طال انتظارها، لكن خبر تحققها يبين حجم الجهود «التراكمية» التي بذلتها الجامعة الأردنية لتحقيق هذا التقدم عالميا، وهذا هو العنصر الأهم لترويج بل توضيح مستوى التقدم في التعليم العالي الأردني، وعلى مستوى العالم، وهذا إنجاز وطني يجب أن يتم إبرازه على المستويين المحلي والدولي، ويجب المحافظة عليه وتحسين مستوى تصنيف جامعات أخرى في الأردن، فما زال لدينا تراث «تعليمي» صامد، تحققه جامعاتنا رغم كل الظروف المانعة.
لا أريد أن أتحدث بصوت لا يتفق مع «صوت المعركة»، التي تتخذ شكل إبادة جماعية للفلسطينيين، يمارسها جيش الإجرام والتنكيل والسرقة والاغتصاب والاحتلال والتدمير، ضد فلسطين وشعبها، فطلبة فلسطين لا سيما طلبة غزة، يحتاجون منا «المزيد» من التسهيلات والدعم لإكمال مسيرتهم التعليمية الأكاديمية، فهم «أشقاء» يحتاجون كل الدعم والمؤازرة والتسهيلات، علما أنهم يحظون بدعم من التعليم العالي الأردني ومن جامعاتنا، لكنهم يستحقون أكثر، ونحن في الأردن وعلى كل المستويات نبذل لفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها، ولن نتوقف، ليس فقط لأنهم يستحقون بل أيضا نكاية بالعدو القذر، الذي يحاول منذ أكثر من 75 عاما تدمير هذا الشعب وابتلاع كل حقوقه الطبيعية.