الضغط الدولي يكبح خـطـط نتـنـياهــو لاجتـياح رفــح
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، من أن «الضغوط الدولية» لن تمنع إسرائيل من شن هجوم على رفح المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة ويتجمع فيها نحو 1,5 مليون فلسطيني، حسب الأمم المتحدة، لكنه قال لاحقاً إن إسرائيل لن تشن عملية عسكرية في رفح ما دام السكان «محاصرين فيها» حسب وصفه، فيما اتفقت مصر وقادة الاتحاد الأوروبي على رفض أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، في وقت تحدثت فيه تقارير إخبارية عن مشروع قرار أمريكي بمجلس الأمن لوقف إطلاق نار فوري ومتواصل في غزة سيطرح للتصويت قريباً.
وقال نتنياهو في بداية اجتماع حكومته «لن يمنعنا أي ضغط دولي من تحقيق جميع أهداف حربنا» في قطاع غزة، حسب بيان صدر عن مكتبه. وأضاف «سنتحرك في رفح، سيستغرق الأمر بضعة أسابيع وسيحدث ذلك». ودان نتنياهو في مقابلتين مع قناتي «سي إن إن» و«فوكس نيوز»، أمس الأحد، دعوة زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تصريحات تشومر أرفع شخصية يهودية في السلطة التشريعية الأمريكية، «ليست في محلها على الإطلاق»، مؤكداً «لسنا جمهورية موز». وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أشاد الجمعة بخطاب تشاك شومر الذي اعتبر فيه أن نتنياهو «عائق أمام السلام». ورد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، سريعاً على تصريحات نتنياهو، مشدداً على أنه يتذكر من كان يشغل منصب رئيس وزراء إسرائيل يوم هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وأضاف «نتذكر أيضاً أن الانتخابات الآن هي السبيل الوحيدة لتعزيز الجيش الإسرائيلي، وتجنيد اليهود المتشددين واستعادة العلاقات مع الأمريكيين».
من جهته، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه تحدث إلى نتنياهو بشأن ضرورة تقديم مساعدات إنسانية شاملة لسكان قطاع غزة. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو في القدس «لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونشاهد الفلسطينيين وهم يواجهون خطر الموت جوعاً. هذا ليس نحن. وهذا ليس ما ندافع عنه». وفي تأكيد على تخبط مواقفه، قال نتنياهو، أمام شولتس «إن شن عملية في رفح» ليس أمراً سنفعله تاركين السكان محاصرين فيها. في الواقع، سنفعل العكس تماماً، سنمكنهم من المغادرة.
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله المستشار الألماني، أمس الأحد، في مدينة العقبة أشار إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار» في قطاع غزة، فيما دانت مصر مواصلة إسرائيل الاعتداءات ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة. وطالبت وزارة الخارجية المصرية إسرائيل بضرورة وقف سياسات العقاب الجماعي ضد سكان قطاع غزة، التي تمثل انتهاكاً كاملاً لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن غزة تواجه مجاعة وهو أمر لا يمكن قبوله، ودعت إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار. وأضافت للصحفيين عقب توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة «غزة تواجه المجاعة ولا يمكننا قبول ذلك».
وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أمس الأحد، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن الولايات المتحدة «لا يمكنها أن تدعم عملية في رفح لا تتضمن خطة قابلة للتطبيق ويمكن التحقق منها وإنجازها، على أن يوضع في الاعتبار 1,5 مليون شخص يحاولون اللجوء إلى رفح». وأوضح أن واشنطن لم تتلقّ حتى الآن «خطة إسرائيلية ذات مصداقية» في هذا الاتجاه. من جهة أخرى، تلقى مسؤولون إسرائيليون، ليل السبت – الأحد الماضي، معلومات حول مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي يرمي إلى «وقف إطلاق نار فوري ومتواصل» في الحرب على غزة، حسبما ذكرت صحيفة «معاريف» أمس الأحد. وأجرت الإدارة الأمريكية عدة تعديلات على مسودة مشروع القرار وصولاً إلى صيغته النهائية التي ستقدم إلى مجلس الأمن الدولي، وهي مختلفة جداً عن المسودة، وأضافت الصحيفة أن الصيغة النهائية لمشروع القرار لا تذكر مجهوداً دبلوماسياً لبدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق نار فوري، وإنما يؤيد الأمريكيون من خلالها مجهوداً دبلوماسياً لوقف إطلاق نار فوري ومتواصل، كجزء من صفقة تبادل أسرى.