أبرزرأي

الضربات الامريكية مهدت طريق توحيد الجبهات!!

محمد حسن الساعدي, خاص- “رأي سياسي”:


المخطط الذي كانت تعمل عليه المخابرات الاسرائيلية والامريكية هو القيام بعمليات اغتيال منظمة لقيادات محور المقاومة في منطقة غرب آسيا والذي بالنتيجة أثر بالإيجاب على عمل المحور ورسخ وعمق وحدة التخطيط والاسلوب في المعركة إذ ومع هذا التنسيق اللافت أصبح محور المقاومة أقوى من ذي قبل وبات مستعداً تماماً لأي مواجهة محتملة،من خلال العمل الممنهج والمنسق في علمية التصدي والمواجهة في الارض والبحر،بل ذهبت الى أبعد من ذلك في قدرتها على فتح جبهات اخرى في أماكن اخرى من الشرق الاوسط.


المنطقة شهدت سلسلة من الاحداث المهمة التي امتدت من بلاد الشام وحتى الخليج والتي بدأت بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت والتي راح ضحيتها الشهيد”فؤاد شكر” وتلاها الضربة في قلب طهران والتي أستشهد فيها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس”إسماعيل هنية” وكذب القصف بطائرات مسيرة على جرف الصخر في جنوب بغداد والتي أستشهد فيها احد قيادات الحشد الشعبي، إذ تعد هذه الاغتيالات المنسقة جزء من حملة تقودها واشنطن بالتنسيق مع المخابرات الاسرائيلية ضد محور المقاومة في المنطقة.


عمليات الاغتيال تلك تأتي بالتوازي مع الحرب المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة وباقي المدن المحتلة والتي دخلت شهرها العاشر حيث تعد عملية اغتيال القائد ” أسماعيل هنية” بالإضافة الى القائد في حزب الله “فؤاد شكر” هي الاقوى منذ الصراع مع إسرائيل في غزة،والتي أثرت بشكل سلبي على الساحة الاقليمية وحتى الدولية،والتي مازالت تعيش تأثيرات عملية الاغتيال وسط استعدادات طهران للرد الفعلي على هذه الضربة والتي تعد أنتهاكاً صارخاً لميثاق الامم المتحدة والمعايير الدولية في الحروب.


ما يزيد الامور تعقيداً التقارير الواردة والتي تعتقد ان أطرافاً اخرى كانت متورطة ومتواطئة في حملة الاغتيالات الاخيرة، والتي ربما انطلقت من دول مجاورة للعراق وإيران، لذلك فأن المواجهة مع إسرائيل وأمريكا قد تتسع بسرعة لتصل الى مديات أوسع وضمن جبهات متداخلة في مختلف أنحاء غرب آسيا،وأما في العراق فعلى الرغم من جهود حكومة السيد السوداني في إنهاء ملف تواجد القوات الاجنبية، وإعادة رسم وتعريف العلاقة بين بغداد وواشنطن من خلال المفاوضات المباشرة إلا ان التوتر ما يزال هو السائد في الأجواء.


المباحثات بين الجانب العراقي والأمريكي لم تتأثر بما يجري من احداث في المنطقة بالرغم من الاغتيالات لقادة الحشد الشعبي، وذلك لاستشعار العراقيين بضرورة تقويت الفرصة على الجانب الامريكي، وإبعادة عن البحث عن أزمة جديدة او مبرر للبقاء، لذلك عمدت حكومة السيد السوداني الى الاسراع بإنهاء المباحثات معهم في الجانب العسكري ،والبدء بعلاقات ثنائية في الجوانب الاخرى سواءً مشاركة الشركات الامريكية او من خلال الدعم الامريكي للقوات العراقية،وهو الامر الذي قوبل بالقبول من قبل الجانب الامريكي، ورأى انه بهذه الطريقة سيحفظ ماء وجهه ويساهم في وجوده النوعي لا الكمي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى