رأي

الصين… لو«طلبت» النفط!

كتب كامل عبدالله الحرمي في صحيفة الراي.

في غضون أقل من أسبوع، اختلت التوقعات بين أن يستمر سعر البرميل في مساره الصحيح بتثبيته عند 80 دولاراً وما فوق، ونزوله مرة أخرى إلى معدل السبعينات… بالرغم من مصدات وحواجز وتضامن (أوبك+) بتأمين نطاق سعري مناسب للدول المنتجة، في سبيل الحصول على إيرادات نفطية مالية لمساعدتها في تغطية ميزانياتها العامة، ومن الاستمرار في البحث والتنقيب عن النفط، وهو أمر لا غنى عنه.

وتكمن المعضلة في الاقتصاد الصيني بحكم أن نموه السنوي من دون تقلبات هو مفتاح الأمان لسعر النفط عموماً. ونظراً لارتباط إنتاجه التسويقي مع الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكوريا وأوروبا،
فإن المشاكل الاقتصادية الحالية من ضعف النمو وزيادة الفوائد البنكية ساهمت في عدم شراء المنتجات الصينية التي انخفضت بحدود 7 في المئة، إضافة إلى زيادة عدد البطالة عن السنوات الماضية، مما سبب في ضعف أكبر اقتصاد في العالم، ومن ثم أدى إلى التأثيرعلى النفط. وما يحتم أن أي ركود تعانيه الصين ينعكس بالسلب على توجه سعر البرميل إلى أدنى من 80 دولاراً. وهذا المعدل واستمراره من دون تدخلات سيساعد حتماً إلى تحرك إيجابي في سعر البرميل وهو المطلوب.

إزاء ما تقدم، ماذا عن تماسك منظمة (أوبك+) وخفض معدلات إنتاجها بأرقام قياسية والتزام روسيا بخفض إنتاجها ومحاولتها الحصول على أرقام أكبر للنفط في سبيل تمويل غزوها وحربها على أوكرانيا، الأمر الذي دفعها فعلاً إلى الالتزام الشديد بخفض إنتاجها وصادراتها عند 9.400 مليون برميل، وأقل من المملكة العربية السعودية بنحو 500 ألف برميل في الشهر الماضي. بالإضافة إلى تحديد نطاق سعري للبرميل الروسي عند 60 دولاراً. وتقوم هي بدورها بتقديم خصومات أكبر لتشجيع الصين والهند بشراء نفوطها؟.

في المنظور، وقبل دوران (أوبك+) في حلقة مفرغة، تحتاج المنظمة إلى إستراتيجية أكثر استدامة وعليها التنسيق مع وكالة الطاقة العالمية بدلاً من الاختلاف معها ومنافستها في قراءة وتقدير الأسواق العالمية والأسواق النفطية. وأيضاً قبول الصحافة العالمية بكل محتوياتها وآرائها وعدم مقاطعتها. لذا، المنظمة بحاجة إلى أصدقاء ولديها المال الوفير لتصحح وتعد إعلاماً نفطياً مناسباً لها يواكب مكانتها العالمية.

والنفط ما بين هذه العناصر والعوامل المتداخلة، عليه البحث عن المسار الصحيح للحصول على نطاق سعري مستقر، حيث إن المنظمة نفسها من تسعى لذلك، وتأسست من أجل الاستقرار وحماية برميل النفط.

وعلى (أوبك+) إيجاد الآلية والوسيلة…

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى