الصين تهزم خصمها بلا قتال

اختتم في بكين اجتماعٌ موسعٌ بين الفصائل الفلسطينية، حضره ممثلون كبار عن 14 فصيلا، بما في ذلك فتح وحماس. وتُوّج الحوار الذي استمر ثلاثة أيام بالتوقيع على “إعلان الوحدة” الذي يهدف إلى رأب الصدع بين الفصائل.
للمرة الأولى منذ فترة طويلة، أظهر الفلسطينيون الوحدة. ومع ذلك، فإن هذا الخيار يختلف بشدة عن آراء رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يكرر رفض فكرة الدولة الفلسطينية،ويعمل على استمرار انقسام الفصائل الرئيسية. وفي الوقت نفسه، يرون خطرًا فيالمشاركة الصينية المتزايدة، لأن بكين لن تمنع نسف عملية التفاوض فحسب، بل ستحاول أيضًا كسب وسطاء آخرين من بين شركائها العرب. زد على أن اقتراح بكين عقد مؤتمر للسلام حول غزة، بالاشتراك مع جامعة الدول العربية، والذي تم الإعلان عنه في يناير الماضي، لا يزال ساري المفعول.
لكن مصالح الصين لا تقتصر على التسوية الفلسطينية الإسرائيلية. بل هي تغطي منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
“المصلحة الصينية” واضحة للعيان حتى في تلك الأجزاء من الشرق الأوسط التي كانت تُعدّ تقليديًا منطقة نفوذ أمريكية. ومع ذلك، فليس لدى بكين الكثير من الوقت لتعزيز نفوذها.
إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن الصراع بين بكين وواشنطن على النفوذ سيصل إلى مستوى جديد. من المرجح أن تستخدم واشنطن جميع الأدوات المتاحة لها، إن لم يكن لإخراج الصين من المنطقة، فعلى الأقل إعادتها إلى الوضع الذي كانت عليه فينهاية ولاية ترامب السابقة. وفي الوقت نفسه، لن يشكل هذا التحول في الأحداث مفاجأة لبكين.
المصدر: RT