الصين تستعمر الإنترنت في أفريقيا…
نشرت صحيفة “التلغراف” مقالاً كتبته كيرين مكارثي،جاء فيه:
تستهل الكاتبة مقالها بالقول إن كل جهاز متصل بالإنترنت، سواء كان هاتفك أو سيارتك أو أجهزة الكمبيوتر المختلفة التي تستخدمها، يحتاج إلى عنوان إنترنت فريد للعمل. ويتم تخصيص وإدارة هذه العناوين من قبل خمس منظمات غير ربحية منفصلة تغطي قارات مختلفة من العالم. ومن بين هذه المنظمات أفرينيك Afrinic والتي توفر عناوين الإنترنت للقارة الأفريقية بأكملها، لكنها توقفت عن العمل.
وتضيف مكارثي أن أفرينيك ليس لديها حاليا مدير تنفيذي ولا يمكنها تشكيل مجلس إدارة. وجُمدت حساباتها المصرفية، وتُدفع رواتب موظفيها من خلال صندوق طوارئ أنشأته سجلات الإنترنت الإقليمية الأخرى.
وبحسب المقال، فإن الوضع سيء وازداد سوءا لأن الانهيار يرجع بالكامل تقريبا إلى رجل الأعمال، لو هينغ، من هونغ كونغ، الذي استغل نقاط الضعف في المنظمة والذي، كما يخشى المراقبون، يحظى بدعم الحكومة الصينية.
كما أنه في وقت سابق من هذا العام، تضيف الكاتبة، حاول وفشل بصعوبة في إحداث انقلاب ضد واحدة من المنظمات العالمية الخمس، وهي المنظمة التي تغطي آسيا والمحيط الهادئ أبنيك APNIC.
هذه الأحداث لها عواقب وخيمة على الأداء المستقبلي للإنترنت العالمي، كما تقول الكاتبة، وعلى الرغم من إدراك الخطر، بدأت هذه المنظمات الآن فقط ترى الواقع غير المريح، وهو أنهم غير مؤهلين للتعامل مع التحديات التي ستُلقى على عاتقهم بشكل متزايد مستقبلا.
وتضيف الكاتبة أن الهياكل التي لدى المنظمات للحد من الضرر عبر الإنترنت غير كافية إلى حد كبير بفضل الطبيعة العابرة للحدود للاتصالات الإلكترونية. وحتى عندما يشعر المشرعون بأنهم ملزمون بالتصرف، فإنه من الصعب عليهم للغاية استيعاب الأنظمة القانونية في البلدان الأخرى – ولا يوجد شيء في العصر الرقمي يعيش داخل مجموعة واحدة من الحدود الوطنية فقط.
فما هو الحل لمشاكل الإنترنت المتزايدة لدينا؟ تتساءل الكاتبة، وتقول إنه لحسن الحظ، فإن التاريخ لديه الجواب. وتشير إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية، رأت دول العالم الحاجة إلى حل بعض المشاكل على نطاق عالمي. واستجابة لذلك، قامت بتطوير عدد من المنتديات العالمية، وخير مثال على ذلك الهيئة الدولية للطاقة الذرية.
لا يمكن أن يكون لديك الوكالة الدولية للطاقة الذرية حرفيا للإنترنت، تشرح الكاتبة، لكنها تقول إن وجودها يثبت أنه عندما تكون هناك حاجة وإرادة سياسية، فمن الممكن حل المشكلات التكنولوجية التي تبدو مستعصية على الحل داخل المنظمة الصحيحة، وكل ما يتطلبه الأمر هو “الرؤية والشجاعة والدبلوماسية والبصيرة الرائعة”.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.