الصورة مبهمة.. لكن سوريا والعراق منتصران
كتب فخري هاشم السيد رجب في صحيفة القبس.
يرى البعض أن اللعبة الدولية في سوريا بكل أدواتها تعمل بصمت، وعبرَ وسائل مختلفة، لكن الحقيقة التي أراها أن ما يحصل في الأراضي السورية يُنفذ بفجور غير مسبوق، والضحية الواضحة هو الشعب السوري وإن كان ما يحصل يستهدف المنطقة العربية برمتها، ذلك أن المخطط سائر، والبعض أصبح على محك الخطر، فالمخطط الصهيوني لا يستثني أحداً وإن تعثر أحياناً بمفاجآت ومتغيرات تفرضها طبيعة الصراع، وما يستجد من مواقف، خاصة بعد الجمود الذي أصاب الحراك السياسي العربي – السوري فأي خطوة عملية لم تبرز حتى الآن، وقوفاً عند بنود اتفاق عمان. كل ذلك يتزامن مع التردي المعيشي الناجم عن انهيار الاقتصاد بشكل مخيف، ولا داعي للدخول في التفاصيل طالما أن الأمر وصل حدَّ تأمين لقمة العيش.
أين الأصدقاء؟.. يتساءل الكثيرون..! أين الأشقاء؟ يا حيف!
الصورة معقدة في ضوء غياب الإرادة الدولية التي لا تعمل إلا على مبادرات تزيد في تجويع الشعب السوري. وكل ذلك تحت مسمى البحث عن حل في شكل تضليلي لكنه مقروء ومكشوف عموماً..!
لمن أراد أن يعرف الخبر اليقين، حتى وإن اختلفت التوقعات حول تطور الأمور في الشرق والشمال السوري، هناك جهات ترجح كفة جنوح الولايات المتحدة الأميركية للتفاهم مع إيران، حيث لا مصلحة لهم بإشعال فتيل الحرب رغم الحشود العسكرية التي تجاوزت الستة آلاف جندي، وبرأيي هذا مؤشر كافٍ لتعزيز فكرة احتمال المواجهة العسكرية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بغرض إغلاق ممر الحدود المفتوحة بين العراق وسوريا، إضافة إلى التقارب الأميركي – التركي والذي يتضمن فكرة مهمة وهو عدم تخلي واشنطن عن قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في شرق الفرات، وفي الوقت نفسه تبقى تركيا محافِظةً على كل أدوات الضغط في الجهة الغربية المقابلة من خلال زج مسلحين من الجيش الوطني التابع لها للانضمام إلى القوات التي تعمل تحت إمرة الأميركان، أما إيران فتسعى جاهدة حالياً لمنع الولايات المتحدة الأميركية من التمدد والسيطرة على الحدود السورية – العراقية بالمقارنة بين عامي 2017 واليوم 2023 بعد تحرير مدينة البوكمال (منطقة الفصل والعبور) فإن سوريا تعتبر هذه المنطقة أكثر من خط أحمر.
صحيح أن سوريا منهكة داخليا بكل التفاصيل، ولكن حين تم تحرير البوكمال كانت سوريا برمتها تقريبا تتعثر بالدماء، كل المدن بلا استثناء، والشهداء بالمئات يوميا، حينها كانت روسيا ذاتها تحث على التريث وعدم التورط مع الولايات المتحدة الأميركية، بينما داعش كان في ذروة الصعود، وحلب محاصرة، ودير الزور تحت سيطرة الإرهابيين وكل مفردات القتل والدمار والوحشية كانت موجودة ومع ذلك انتصرت سوريا، وتحررت الميادين والبوكمال، وأهمية المنطقة استراتيجياً ليس بالأمر الطارئ والجديد بالنسبة لأميركا. وسوريا قادرة اليوم وبكل ثقة على خوض المعركة والحرب القادمة قد تندلع في أي لحظة لكن الجهوزية حاضرة، والمياه تكذب الغطاس.