أبرزرأي

الصهاينة داخل بيئة الحزب؟

أنطونيوس طوق – خاص “رأس سياسي”:

بعد حوالي العام على اندلاع الحرب الأشرس التي ضربت حقوق الانسان عرض الحائط متخطيةً كل القوانين الدولية لحماية المدنيين و خصوصاً الأطفال منهم، و التي دخلها لبنان عبر حزب الله ليصبح واحد من أهم المتصارعين في هذه الحرب، نقف اليوم أمام قاعدة اشتباك لم نعتاد عليها بين العدويين التاريخيين، فأخدت الحرب بين إسرائيل و حزب الله طابع أخر هذه المرة بحيث أنها لم تشهد اجتياحاً حتى الأن ولا توسعاً كبيراً كسابقاتها من الحروب، أخرها عام 2006، بل اعتمدت إسرائيل نهجاً جديداً في عملية استنزاف عدوها عبر الاغتيالات المتتالية التي طالت في الكثير منها قيادات صف أول و قادة ألوية و مسؤولين، كما أنها لم تخفِ نيّتها في الاستمرار للقضاء على من “تبقى منهم” حسب تعبيرها، خصوصاً بعد أن صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت سابقاً أنهم قضوا على نصف قادة حزب الله في الجنوب اللبناني، الخبر الذي نفاه الحزب و إتهم الإسرائليين في المبالغة، خاصةً ان غالانت لم يقدم دليلاً أو اوراقاً تثبت صحة ادعائه.


أمام حرب التصاريح هذه بين الطرفين لا يمكننا أن نحصل على رقماً دقيقاً لمن قضوا في عمليات الاغتيالات هذه، لكن ما نعرفه أنهم بالعشرات، أما اللافت هنا و ما أثار تعجب اللبنانيين هو الدقة في تحديد موقع المستهدفين، ما يعني و بشكل غير قابل للشك أن بحوزة الإسرائليين معلومات دقيقة و احداثيات من داخل بيئة الحزب، و هنا يطرح السؤال الأهم، من أين يحصلون على معلوماتهم؟
للإجابة على هذا السؤال الذي كان قد شغل اللبنانيين لأسابيع عدة بعد سلسلة اغتيالات متتالية، صرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن العدو يستند على الهاتف الخلوي لجمع المعلومات و تتبع الشخصيات و استثنى أي فرضية أخرى ما عرضه لإنتقادات من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.


على ماذا تعتمد إسرائيل في تحديد أهدافها؟
من دون أدنى شك إختراق أنظمة الاتصالات و الرصد و المراقبة من أهم الأساليب التي تعتمدها إسرائيل في عملياتها الاستخباراتية لجمع المعلومات و تحديد مواقع أهدافها، لكن هذا وحده لا يكفي لنشهد نتيجة كهذه من الاحترافية، مما يرجح وجود حقاً عملاء إسرائليين داخل بيئة الحزب، ما يبرر عملية توقيف شبان ينتمون ظاهرياً حزب الله في الجنوب اللبناني بعد عمليات عدّة من هذا النوع و بالرغم من التكتم الشديد على هويات الأشخاص الذي تم توقيفهم إلا ان سرّب مرات عدة أسماء البعض منهم دون أن يتم تأكيد أو نفي صحة الخبر.


في هذا الإطار، اتخذ الحزب إجراءات وقائية أخرى قدر المستطاع للحد من الاختراقات المعلوماتية عبر إيقاف كاميرات المراقبة التابعة للمنازل السكنية و المحلات التجارية في الجنوب.


من هنا أسئلة عدة تُطرح عن مستقبل هذه الحرب و عن نيّة إسرائيل في اعتماد هذه الأساليب بدل أسلوبها المعتاد كما فعلت في غزة و هي “الأرض المحروقة”، و إن كانت تنوي حقاً اضعاف و استهداف الحزب قبل توسع الحرب لتصبح حرباً شاملة أم أنها تريد إظهار انتصاراً عسكرياً لمواطنيها بعد أن طالت الحرب دون ان تستطع حسمها لغاية هذه اللحظة، بخاصة ان الحزب قادر على فرز و تعيين قادة جدد مكان من استشهد، دون أن يكون لها تأثيراً كبيراً على قدرته في الصمود في حال توسعت هذه الحرب.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى