نشرت صحيفة الصنداي تايمز مقالا للبروفيسور مارك غاليوتي بعنوان: “بوتين هو أفضل آمل للأوكرانيين لتحقيق الانتصار”.
ويقول الكاتب: تعيد القوات الروسية تموضعها شرقي أوكرانيا، ومع إعلان فلاديمير بوتين السيطرة مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، فإن عملية عسكرية جديدة على إقليم دونباس في الطريق.
ولكن حجم هذه العملية وضخامتها ستكشف عن الإمكانيات الروسية والأهم من الذي يدير الأمور.
وتساءل الكاتب عما إذا كان بوتين تعلم الدرس من تدخله غير الاحترافي في العملية العسكرية مع بداية غزو أوكرانيا، إذ بنى تصوره على أن الأوكرانيين سيسمحوا له على نحو سريع بتنصيب نظام جديد لين، وسوء التقدير هذا ثبتت كارثيته.
والسؤال هو: هل سينتهج بوتين طريقة ستالين – الذي اكتشف خطأ التدخل في الأمور العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية عام 1941 وما سببه ذلك من تعريض الجيش الأحمر للخطر خلال الغزو الألماني ليترك القادة العسكريين فيما بعد يديرون دفة الأمور – أم أسلوب هتلر الذي لم يتعلم الدرس مطلقا وأدار العمليات العسكرية حتى النهاية.
وجرت العادة في روسيا أن يضع الرئيس الأهداف العليا ويتولى القادة العسكريون وضع الخطط لتحقيقها، ولكن مؤخرا، وفي هذه العملية، التي أُطلق عليها عملية عسكرية خاصة، بدت كأنها خطة وُضعت على عجل من رئيس ليس لديه أي خبرة عسكرية.
ومنذ أسبوعين اٌختير قائد واحد للعملية العسكرية في أوكرانيا، بدلا من ثلاثة يتنافسون فيما بينهم، وهو الجنرال ألكسندر دوفورنيكوف، الذي كان أول من قاد القوات الروسية في الحرب الأهلية السورية عام 2015، وهو ما يخبرنا الكثير عن الرجل، الذي وصفته الصحف الغربية بـ”جزار سوريا”.
ومن الواضح أن بوتين يريد نصرا سريعا في أوكرانيا من أجل الاحتفال بيوم الانتصار، الذي يوافق التاسع من مايو (آيار) من كل عام، ومع السيطرة على كامل الإعلام في روسيا يمكن للدولة أن تستحضر نصرا من فراغ، أو ترفع الهزيمة النهائية للمدافعين عن ماريوبول إلى مستوى نوع من الإنجاز الذي يغير قواعد اللعبة.
ويختتم كاتب المقال تحليله بالقول إن ما سيحدث في الأيام المقبلة سيعلمنا الكثير عن قدرة بوتين على التعلم من أخطائه أو حتى الاعتراف بها، فإذا أعاد إدارة الحرب إلى الجنرالات فستكون تلك أخبارا سيئة للأوكرانيين، أما إذا استمر في غروره ووضع أهدافه السياسية الآنية فوق الخبرة الميدانية لقادته العسكريين، فإن مزيدا من الفشل سيحدث وربما يطول أمد الحرب.