رأي

الصلاة الابراهيمية في اور منفذ جديد لاسرائيل في العراق

كتب د. جاسم يونس الحريري في صحيفة “رأي اليوم “مقالا جاء فيه :

تفاجأت ليلة أمس يوم الاحد الموافق 30/4/2023 وأنا اتابع خبرا بثته قناة الشرقية مفادة وصول وفد ديني من شمال العراق لاداء  الحج وماتسمى ب((الصلاة الابراهيمية))في مدينة ((أور)) الاثرية غرب مدينة الناصرية مسقط رأس أبو الانبياء ابراهيم (عليه السلام).وتبادر الى ذهني التساؤل التالي:- ماذا لو قدم  البعض من خارج العراق بدفع من (اسرائيل)لاداء الحج واداء الصلاة الابراهيمية؟اليس هذا المنفد هو منفذ جديد (لاسرائيل)في العراق لجره الى التطبيع معها؟وماذا لو ذهب العراقيين الى الاراضي  المحتلة في فلسطين  بعنوان ((الزيارات الدينية)) اليس هذا نوع جديد لاختراق (اسرائيل) المجتمع العراقي من أوسع أبوابه؟وهنا أريد أن أصل  الى بعض الملاحظات في هذا الامر وكما ياتي:-

1.حاولت (اسرائيل)أستغلال الدين  لصالح سياسة التطبيع معها حيث أطلق على أتفاق  السلام بين الامارات و(اسرائيل) في أغسطس2020 ((أتفاق أبراهيم)دلالة على الجذر المشترك بين اليهود والعرب .وقد شيدت الامارات مبنى مايسمى ((بيت العائلة الابراهيمية))في جزيرة ((السعديات))بالعاصمة أبوظبي مكون من حديقة مشتركة بين ثلاثة مباني هي كنيسة مسيحية ، ومسجد للمسلمين ،ومعبد لليهود ، بالاضافة لمبنى رابع هو مركز ثقافي. وقد وقع الاختيار على مصمم يهودي وهو المعماري العالمي الشهير اليهودي السير(( ديفيد أجايي أوبي)).

2.أن ((الابراهيميةالزائفة ))هي التفاف على مفاهيم الدين لانها ولدت في أروقة جامعة هارفارد وجامعة فلوريدا، ثم أظهرتها مؤسسة ((راند))،والترويج ((للدبلوماسية الروحية))، والخطورة هنا هي نشر ((دين جديد))يسمى ب((الدين الابراهيمي الجديد))من أجل تقبل الجيل الجديد بسط (اسرائيل)هيمنها على المنطقة عبر هذه النافذة بالرغم من تأريخها الاجرامي تجاه الشعب العربي الفلسطيني المجاهد  الذي استولت على اراضيه وهجر الى المنافي عبر تأسيسها عام1948.

3.يجب الحذر كل الحذر من هذه الدعوات ، وأخشى أن تستغل (اسرائيل)ذلك من دفع مجاميع دينية من خارج العراق لزيارة مدينة أور  تحت حجة الحج واداء الصلاة الابراهيمية أو التشجيع على أستقبال العراقيين تحت غطاء  الحج ليتحقق التطبيع من الاسفل الى الاعلى وهي ثغرة يجب أن ينتبه اليها المختصين في الاجهزة  المختصة بالشأن الامني في العراق.

  1. إن واحدة من الصفات التي لازمت إبراهيم (عليه السلام) في كتاب الله -عز وجل- أنه كان (حَنيفًا)؛ أي مائلًا إلى الحق، وهذا يُؤشّر إلى أنه لم يكن يومًا متوسطًا بين الحق والباطل، ولم يكن ليرضى بالجمع بين الحق والباطل، والإيمان والكفر، على شاكلة ما تدعو إليه ((الإبراهيمية الزائفة)). والحق أن الحنيفية بمعنى الميل إلى الحق هي بالضد تمامًا من اليهودية بنص تلك الآية:((ماَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) ((آل عمران: 67))، بل لقد كان خليل الرحمن يُوصَف بأنه ((رئيس الموحدين)) مثلما ورد في جملة من التفاسير؛ فدعوته للتوحيد الخالص ونَبْذ كل ألوان الشرك ظاهرةٌ في قصص القرآن عنه كثيرًا. من قبيل ((وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ 135 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إلَى إبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 136 فَإنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإن تَوَلَّوْا فَإنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) ((البقرة: 135 – 137)).

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى