“الصفقة الكبرى” بين لوكاشينكو والولايات المتحدة لن تنجح من دون روسيا

عن رهانات الرئيس البيلاروسي على الاتفاق مع واشنطن، كتب دميتري بافيرين، في “فزغلياد”:
أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو استعداده لإبرام “صفقة كبرى” مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويبدو أن ترامب نفسه مستعدٌّ لذلك، حتى إنه قبل رسميًا دعوةً لزيارة مينسك.
هدف لوكاشينكو واضح، وهو هدفٌ نبيل: تحقيق أقصى قدرٍ ممكن من تخفيف القيود الاقتصادية التي تعوق تنمية بلاده. حينها ستفرح روسيا لجارتها ولنفسها. فنظرًا للترابط العميق بين اقتصادي الدولة الاتحادية، تخفيف القيود المفروضة على البيلاروسيين سيفتح “نافذة فرص” للروس.
لوكاشينكو، كما نعرفه، عادةً ما يكون مستعدًا لفتح “نافذة فرص”، وإذا لزم الأمر، يكون عازلا سياسيًا.. الرجل عملي، وهو عمليٌّ في كل ما يفعله.
وإلى ذلك، فعلى المدى الطويل، وبصفته رجلًا عمليًا، من المرجح أنه مهتمٌّ برفع العقوبات، ليس الأمريكية فحسب (فهذه مجرد مقدمة)، بل والأوروبية. في الوقت نفسه، لا يمكن رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي من دون الاتحاد نفسه، وبروكسل حاليًا لا تفكر إلا في أمرين: كيفية إلحاق مزيد من الضرر بروسيا، ومساعدة أوكرانيا بشكل أكبر.. وكلما تمسكت مينسك بعلاقاتها مع موسكو، دفع الأوروبيون في اتجاه إضعافها أكثر.
خبرة لوكاشينكو كبيرة إلى درجة أنه لا يستطيع تجاهل الواقع. هو يدرك بالتأكيد أنه، بصفته غريبًا عن الطبقة السائدة، سيُفترس في أول فرصة، وأن مينسك بالنسبة للغرب لا قيمة لها إلا في سياق العلاقات مع روسيا. لذلك، في الوقت الحالي، لا يسمح لنفسه بفعل أي شيء لا تفعله روسيا نفسها.