أخبار عاجلةشؤون لبنانية

الصايغ يتسائل..”من هو المحاور باسم لبنان؟”

قال النائب الدكتور سليم الصايغ ان: “هناك محاولة كما عبرّ عنها السيد نصرالله ورد نتنياهو لربط الساحات بطريقة عضوية، أي إن غزة مربوطة بالجنوب والجنوب مربوط بغزة، وبالنتيجة التوقيت واحد وقد يكون هناك اختلاف بطبيعة المعركة، ثانيًا حزب الله الذي أصبح طرفًا أساسيًا ولم يعد هناك دولة لبنانية أخذ المبادرة وهو يتحمل مسؤولية كبرى عما يحصل وهو تحوّل من حركة مقاومة لتحرير أرض الى جيش نظامي يفتح جبهة ويقفل أخرى ويفاوض مع عدة شغل الجيوش النظامية.”

وقال الصايغ عن الفرق بين حرب تموز 2006 وما يحصل اليوم : “حزب الله كان يسعى للحصول على عباءة الشرعية لأنه لم يكن يتوقع الحرب في 2006 وهو طلب القرار 1701 وكان يسعى له واعتبره إنجازًا وانتصارًا سياسيًا للحكومة والشرعية بلسان الثنائي والرئيس بري خاصة واليوم القرار متغير فالحكومة لا تريد ان تأخذ على عاتقها ما يحصل، مضيفًا: “في 2006 حزب الله اعترف انه ورّط نفسه وبلسان السيد حسن قال لو كنت أعلم، إذ تورط وورّط لبنان معه، لكن اليوم هناك عمل عقلاني جدا والموضوع في لبنان مقروء والاسرائيلي كل يوم لديه رسالة للبنان وهو لم يستهدف الأرض اللبنانية كلها والشعب اللبناني لا يريد هذه الحرب”.

واعتبر أن: “سردية حزب الله تقول أريد الدفاع عن غزة والاستشهاد على طريق تحرير القدس وربط غزة بالحدود وهذا يجعل الحزب معزولا عن بقية البيئة اللبنانية التي تعتبر انها لا تريد الحرب، مشددا على أن هذه الحرب ليست وجودية وحيوية ولا نعتبر انها تمس بكيان لبنان والكيان اللبناني غير مرتبط بالكيانات الأخرى في المنطقة وعلينا الانتباه لئلا يتدمّر لبنان على أحقية أي قضية”.

ورأى: “أننا لا نستطيع أن نقارب ما حصل في الماضي باليوم، فليس هناك التفاف ودعم لبناني وإجماع حول هذه الحرب”.

وذكّر أن حزب الله انسحب من الجنوب وانتشر الجيش على الحدود مع اليونيفل وهذا ما يقوله القرار 1701 ولم نرَ أي خرق جدي له على الحدود منذ 2006.

وشدد الصايغ على أنه لا يمكن الرجوع إلى أدبيات ما قبل 2006 سائلا: “من أوكل حزب الله وجعله متعهدًا بإسقاط الأنظمة بالمنطقة أو المدافعة عن كيانات أو أنظمة؟ فحدوده لبنان فمن أوكله ان يسقط الكيان؟ من أعطاه الحق بالتعهد بإسقاط الكيان الغاصب الاسرائيلي؟ لافتا إلى أن هناك اتفاقية الهدنة، فبأي عقيدة لبنانية أو بيان وزاري او اتفاق لبناني -لبناني يتعهد بإسقاط الأنظمة او المحافظة عليها ؟ واردف: “من هنا نقول إننا لا نترك الدولة تغطي عملا هدفه إسقاط انظمة او تدمير بلدان فمشروعنا لبناني ويقف على الحدود اللبنانية”.

وعن اتفاقية ترسيم الحدود  البحرية قال: سُجّلت هذه الاتفاقية في الأمم المتحدة كاتفاقية مع إسرائيل  وبرعاية وضمانة اميركية بينما في لبنان تفادى الثنائي وحلفاؤه ارسالها الى مجلس النواب للمناقشة والتصديق عليها اصولا حسب الدستور ، بالرغم من الحاحنا المتكرر وكاني لهم خجولين بعقد اتفاقية مع اسرائيل شكلا ومضمونا بالتنازل عن ١٤٠٠ كلم٢ عما كان قد تم في اتفاقية ١٧ ايار ١٩٨٣.

وقال: “أنا انحني أمام الشهداء ولو اختلفت معهم على القضية والدليل اني قد  ذهبت وقدمت واجب العزاء لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد باستشهاد ابنه، واملي ان ينتهي سريعا شلال الدماء هذا. اما في القضية، انا وطني لبنان وهو وطن نهائي كما اقر الجميع  في الدستور فهل اصبح لبنان يضم غزة اليوم كما ضم في الماضي القريب حمص وحلب ودير الزور  ؟

وشدد على ان وطني اسمه لبنان وليس فلسطين او سوريا، وعمّا يجري في غزة قال: “لا أرى انتصارا لاسرائيل لأن الشعب الفلسطيني  يواجه ببسالة مدهشة في غزة ولا أرى “غالب ومغلوب” من هنا لا بد الاستفادة من هذا التوازن لخلق  فسحة أمل لننطلق من هذا اللاغالب ومغلوب لنرسّم حدودنا وعندها نقف على هذه الحدود ونحميها برموش العين لأن لنا جميعا أراضٍ فيها فمعظم أراضي الناقورة فيها أوقاف مسيحية وكذلك القرى الحدودية فهي ليست حكرًا على طائفة أو حزب”.


وذكّر الصايغ أن الجيش اللبناني خاض معارك نهر البارد حيث كان فيه أنفاق وسلاح وبالرغم من الخطوط الحمراء التي وضعها حزب الله فقد حسم المعركة وأيضا حسم معركة فجر الجرود، لذا فليسلّم الجيش اللبناني الحدود، مشيرًا إلى ان الاسرائيلي يسوّق سردية للعالم بأنه يواجه مجموعات مسلّحة في لبنان بينما لو أنه  اعتدى فكان ليواجه الجيش اللبناني والامم المتحدة مما يغيِّر المعطى بالكامل.

ولفت الى أن السيد حسن يقول فلنكمل الترسيم ليشمل كل الحدود البرية ولكننا نختلف معه على توقيته فهو يقول عندما تنتهي غزة بينما نحن نقول الآن الفرصة لأن بعد الحرب سيكون هناك غالب ومغلوب ولا يعود هناك اتفاق ترسيم بل منطق مختلف أي حرب استنزاف مفتوحة.

وعن زيارة بلينكن إلى المنطقة قال: “هناك إرادة أميركية كبرى ولكن القدرة على التأثير تتضاءل شسئا فشيء بسبب ضغط الانتخابات وبسبب تعاطف الدولة العميقة مع اسرائيل”.

وأشار إلى ان إسرائيل استعادت قدرتها على الصمود لانها تخوض معركة وجودية وهناك اجماع داخلي على ضرورة استكمال الحرب مع عامل استعادة نتنياهو لبعض شعبيته المفقودة لذلك على اصحاب المصلحة ان لا يخطأون في قراءة النقاش الداخلي فيعتبرونه انه دليل ضعف   وتقهقر غافلين ان مثل هذا النقاش الداخلي الدائم هو من الطبيعة اليهودية وبالتالي لا يجب التعويل على الانقسام الاسرائيلي لا سيما ان الحرب مستمرة، انما الامر قد يختلف بعد وقف العمليات الحربية.لذلك اعتقد ان التهديدات للبنان جدية مع اعتقادي ان الافضلية للحل الدبلوماسي .

واكد أنه لا يجب  التعاطي مع القضية الفلسطينية على انها قضية انسانية فقط بينما هي سياسية وقومية بامتياز.

ودعا الصايغ إلى إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية بعيدا عن ضجيج المدفع وأردف: “فلنخرج من لعبة المحاور فلا يمكن أن يكون أي فصيل في هذا المحور أو ذلك، مطالبًا بإيجاد لهذا الشعب المشرّد والذي يعيش بطريقة لا إنسانية ويتعرض لما يتعرض له.

وسأل الصايغ: “من هو المحاور باسم لبنان؟” وأجاب: “نريد رئيسًا وهم يمنعون انتخابه كي يتحدثوا باسم لبنان”. وتابع: “لا بد من الجلوس على الطاولة ليتحدّث الرئيس باسم لبنان، فالسيّد حسن يحدّد المصلحة اللبنانية ولربما لدينا رأي مختلف من هنا يجب الجلوس بعد انتخاب الرئيس لكي نحدد المصلحة اللبنانية”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى