الصايغ: استعمال الجيش للقوة يبقى أقل ضررًا من أن يستعمل الاسرائيلي القوة

ردًا على كلام الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الذي قال فيه ان الحكومة اللبنانية تخطىء إن سلكت طريق التنازلات، قال عضو كتلة الكتائب النائب سليم الصايغ: “حزب الله لم يترك اي شيء لتتنازل عنه الدولة اللبنانية بعدما وقّع اتفاق وقف اطلاق النار، وقال بتسليم سلاحه في كل الدولة اللبنانية، هذا الأمر لم يترك للدولة أي مكان لكي تتنازل، إذ هو تنازل عن كل شيء، وهو بعد أن التقط أنفاسه عاد ليعلي الصوت ليقول إن اتفاق وقف اطلاق النار هو لجنوب الليطاني وليس لشمال الليطاني، وهذه النغمة يسوّقها كل يوم، فإما ان يعطي أكثر فأكثر الحجة الدامغة على انه لا يريد التحول الى حزب سياسي بالكامل كما تنادي به جميع القرارات الدولية والمجتمع الدولي والدولة اللبنانية من خلال ترك السلاح بالكامل ويتحوّل الى حزب فاعل في لبنان كبقية الاحزاب المدنية، وهذا هو بيت القصيد، فما من أحد أوكله مسؤولية الدفاع عن لبنان لأنه بدل الدفاع عنه خرّبه ودمّره واستدرج الاسرائيلي الى لبنان وعاث خرابًا في لبنان في حرب تموز 2006 واليوم من خلال حرب الاسناد المزعومة، وبالنتيجة هو لم يعطِ الدولة اللبنانية اي فرصة لتلتقط أنفاسها، واليوم أكثر ما يمكن أن يعطيه أمر من اثنين، إما يستسلم لاسرائيل وهي تَعد بعملية برية كبيرة، وإما أن يُسلّم للدولة اللبنانية، فالامعان في الاستكبار ونكران واقع الأمر سيؤدي بكل الدولة اللبنانية لتكون عُرضة الاستهداف الاسرائيلي جنوبًا وشمالاً وشرقًا وغربًا”.
وسئل هل لبنان الرسمي يقوم بما عليه من اجل سحب السلاح والذرائع ووقف الاعتداءات الاسرائيلية؟ أجاب: “بحسب تقارير الحكومة اللبنانية، فهي قامت بواجباتها في جنوب الليطاني بشكل كبير، ولكن يبقى أن تقوم بتنفيذ خطة الجيش في باقي المناطق، وهي أتت على مراحل، والمرحلة الاولى هي جنوب لبنان، والجيش وعد بإنهائها قبل نهاية العام، لذلك قال الاميركي عندما اجتمعنا به في بيروت الاسبوع الماضي قال ان لدينا مهلة 60 يومًا، اي حتى نهاية العام، لكي تبرزوا الجدية في التعاطي مع مسألة السلاح في جنوب الليطاني بالكامل وأن يكون التعامل مع الحزب بجدية أكبر في ما يتعلق بتهريب الأموال له، إذ قال ان أكثر من 700 مليون دولار آتوا من ايران الى الحزب كي يعيد بناء بنيته العسكرية ويعيد معامل السلاح التي دمّرها الاسرائيلي أثناء الحرب، هذا الأمر في عهدة الدولة اللبنانية التي على ما يَظهر اليوم، هي دولة لها قرار حازم وحاسم في هذا الموضوع، وحتى الشيخ نعيم قاسم اليوم في كلامه قال لا بد من مواجهة العدوان الاسرائيلي إن ما حصل بكل الأشكال الدبلوماسية والسلمية، وهو لم يَقل أبدًا باعتماد القوة العسكرية، لانه قد يكون اقتنع ان لا طائل من السلاح في ظل موازين القوة الحالية، وهذا الأمر يعطينا الاشارة الى ان قاسم في خطابه لم يُرد التوجه الاّ الى بيئيته ليشد العصب ويبرر ويظهّر انه والدولة اللبنانية في خندق واحد، وكأنه والشعب اللبناني في خندق واحد، وهذا غير صحيح، فهو معزول في لبنان، وما من أحد يريد له أن يستمر كما فعل ويفعل الآن.
وعن مواعيد حسم السلاح، أوضح الدكتور الصايغ ان “الحسم في يد الدولة اللبنانية وعلى رأسها الرئيس جوزاف عون الذي قال انه سيستعمل كل الوسائل المتاحة لتنفيذ خطة الجيش، وهذا ما قاله أمام الحكومة، ونحن ننتظر استكمال تنفيذ هذه الخطة، ونحن على ثقة أنه إن قام الجيش باستعمال القوة فإن ذلك يبقى أقل ضررًا على اللبنانيين وعلى لبنان من أن يستعمل الاسرائيلي القوة، لانه عندها سيستعمل القوة المفرطة لن يُميّز بين بنى رسمية وغير رسمية، وسيكون هناك محاولة كما وُشيَ إلينا محاولة لإفراغ جنوب الليطاني من أهله واعتماد سياسية الأرض المحروقة تماما كما اعتمدها في غزة، وهذا الامر سيكون له تداعيات أمنية وسياسية اقتصادية كبيرة وعظيمة على لبنان على وحدة الدولة.
المصدر: وكالة الأنباء المركزية




