لينا الحصري زيلع.
خاص رأي سياسي …
يغادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الى جدة لتمثيل لبنان في القمة العربية، ويحمل في جعبته ملفات ذات أهمية كبرى وابرزها الشغور الرئاسي وتداعياته على مجل الأوضاع اللبنانية، إضافة الى ملف النزوح السوري وما يسببه من أزمات وانهيارات.
وعلم “رأي سياسي” ان الوفد اللبناني الى القمة العربية سيضم الى الرئيس ميقاتي الوزراء ، الوزراء عبد الله بو حبيب، امين سلام ،عباس الحاج حسن، جورج بوشكيان ووليد نصار، وأكدت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي بان الأخير سيذهب الى المملكة العربية السعودية بمطلق الانفتاح والاخوة لان لبنان يلعب دورا كبيراً ويجب ان يبقى كذلك، خصوصا ان القمة ستكون استثنائية في نتائجها.
وردا على سؤال عما اذا كان الرئيس ميقاتي سيلتقي على هامش القمة الرئيس السوري بشار الأسد، كشفت المصادر الى ان الأول لم يطلب موعد للقاء الأسد، ولكنها لفتت في المقابل الى ان جدول اجتماعات الرئيس ميقاتي الذي لم يكتمل بعد بانتظار وصول ميقاتي الى جدة . وسيتضمن سلسلة من اللقاءات الثنائية في مقر انعقاد المؤتمر مع عدد من كبار المشاركين فيها، كما ان محادثاته ستتناول مختلف المستجدات والقضايا الداخلية والإقليمية، وكشفت الى ان الكلمة التي سيلقيها ميقاتي باسم لبنان ستكون شاملة، وستتضمن ترحيبا بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية، وسيتطرق بطبيعة الحال الى ملف النازحين الذين باتوا يشكلون خطرا وجوديا على لبنان وشعبه، كما سيؤكد الالتزام بالعمل على مكافحة تهريب المخدرات، وسيتوجه في كلمته بالشكر للمملكة العربية السعودية على الجهود التي تقوم بها لإيجاد الحلول في المنطقة.
ولفتت الى ان موضوع الاستحقاق الرئاسي سيحضر في كلمة ميقاتي وهو سيبدي امتنانه للدول التي تدعم وتساعد لبنان على كافة المستويات، وتحديدا الدول العربية المشاركة في اللقاء الخماسي.
وزير الزراعة
عضو الوفد اللبناني الى القمة العربية وزير الزراعة عباس الحاج حسن قال ل”رأي سياسي”: “لا يمكننا ان نعيش في عزلة عن محيطنا العربي، فطالما فتحنا ايدينا وقلبنا باتجاه الاخوة العرب، ودائما كنا ندعو الى الكلمة السواء والطيبة، لأننا نؤمن ان لبنان لا يمكن له العيش الا بهذه المنطقة فهو يتنفس من الرئة العربية-العربية”.
وكشف ان الملف الأساسي الذي سيحمله معه الى جدة، هو ملف عودة تصدير المنتوجات اللبنانية الى المملكة العربية السعودية، وأشار الى انه سيلتقي على هامش اعمال القمة عددا من نظرائه، وسيؤكد استعداد لبنان لإرسال منتوجاته لدول الخليج وتحديدا الى السعودية في نفس المواصفات والشروط التي يتبعها في تصدير منتوجاته الى الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي ، واعتبر انه لا يمكن ان نتحدث عن عودة القطاع الزراعي الى نهضته وازدهاره اذا لم يتم فتح الأسواق الخليجية بالكامل امام لبنان من خلال الانفتاح اليه والتواصل معه.
وفيما أمل ان نكون جزءا من المبادرة التي نؤمن بها، والذي اعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهي مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والتي تهدف للمساهمة في جهود مكافحة التغيير المناخي، ورفع الغطاء النباتي من خلال 40 مليار شجرة، قال إننا ” نؤمن كدول عربية متحدة متضامنة يمكننا ان نساهم بشكل إيجابي فيما خص المناخ والاحتباس الحراري”.
وعن ملف النازحين السوريين، توقع وزير الزراعة ان يصار الى التطرق اليه بشكل مباشر، خصوصا مع عودة سوريا الى جامعة الدول العربية، لافتا الى ان الرئيس ميقاتي سيشدد خلال مجمل لقاءاته على هذا الموضوع والانعكاسات المباشرة على لبنان نتيجة هذا النزوح.
وأشار الى ان نتائج زيارة الوفد اللبناني الى جدة واللقاءات التي ستعقد على هامش القمة، سيتم بحثها في اجتماع وزاري يعقد منتصف الأسبوع المقبل، لافتا الى انه ربما سيكون هذا الاجتماع بديلا عن انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، متمنيا ان يتم في وقت قريب تشكيل وفد وزاري وازن لزيارة سوريا ولوضع النقاط على الحروف فيما خص العلاقات بين البلدين ومستقبل النازحين السوريين في لبنان، بعد ان نضجت الأمور امنيا او عبر الهيئات الأممية ووزارة الشؤون الاجتماعية ، على حد قول الوزير الحاج حسن، مؤكدا ان ما يربط لبنان بسوريا هي الجغرافيا والتاريخ ، وبالتالي هناك ضرورة لإعادة العلاقات بعد اعلان الحكومة السورية تجاوبها مع المطالب اللبنانية، وذلك نتيجة تخطي الكثير من المشاكل.
وختم الحاج حسن املا بان تشكل القمة العربية مدخلا أساسيا للانفتاح العربي، باعتبار ان هناك مشهد اقليمي جديد، لكنه أشار في الوقت عينه ان الأولوية يجب ان تبقى بالنسبة لنا هي انتخاب رئيس للجمهورية.
ومن هنا، يمكن التأكيد على أهمية هذه القمة لتكريس زعامة المملكة العربية السعودية للعالم العربي ولم شمله، في ظل التحولات والمتغيرات في مرحلة مفصلية مهمة من تاريخ المنطقة…