رأي

السويد تتخلى عن حيادها

أخذ العلم السويدي مكانه في مقر حلف الأطلسي في بروكسل يوم أمس الأول، خلال احتفال رسمي حضره الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، ورئيس وزراء السويد أولف كيسترسون، إيذاناً بالانضمام رسمياً إلى الحلف، لتصبح السويد بذلك الدولة ال 32 التي تنضم للحلف بعد فنلندا، وذلك بعد عامين من المفاوضات الصعبة بسبب معارضة تركيا والمجر اللتين وافقتا مؤخراً على هذا الانضمام وتخليا عن شروطهما.

هناك قراءات مختلفة لتداعيات انضمام السويد وفنلندا لحلف الأطلسي، بعد تخليهما عن حيادهما الذي دام حوالى قرنين، خصوصاً أن كل الدول الواقعة على بحر البلطيق باتت الآن أعضاء في الحلف ما عدا روسيا.

أمين عام الحلف ستولتنبرغ اعتبر أن السويد «اتخذت مكانها الصحيح وهي الآن محمية بدرع المادة الخامسة»، أضاف «إن انضمام السويد أمر جيد للسويد وجيد للاستقرار في الشمال وجيد لأمن الحلف بأكمله»، ووصف الانضمام بأنه «يوم تاريخي»، كما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبر بانضمامها أن «الناتو أصبح أكثر اتحاداً وتصميماً ودينامية من أي وقت مضى»، وقالت وزارة الخارجية الألمانية «مع السويد بات الحلف أقوى وشعبنا أكثر أماناً»، ورأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «أن السويد باتت محمية بشكل أفضل من الشر الروسي».

وكشف استطلاع للرأي أجرته إذاعة «إس آر» أن غالبية السويديين يعتقدون بأن بلادهم قدمت «تضحيات كبيرة جداً»، لتصبح عضواً في هذا التحالف العسكري، إلا أنهم يعترفون بأن أمن السويد قد تعزز بهذه الخطوة.

وإلى جانب انضمامها للحلف وقعت السويد اتفاقاً في ديسمبر/ كانون الأول الماضي يسمح للولايات المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها.

من البديهي أن يثير هذا الانضمام حفيظة روسيا التي ترى أن توسيع حلف الأطلسي يهدد أمنها الوطني، خصوصاً أن الحرب الأوكرانية كشفت حقيقة نوايا الحلف ضدها، وقد هددت الأسبوع الماضي باتخاذ «إجراءات مضادة» ستكون رهناً بظروف ومدى اندماج السويد في الحلف.

في حين يرى البعض أن انضمام السويد وفنلندا إلى مظلة حلف الأطلسي يمنحهما فرصة للعب دور أكبر في قضايا الأمن والدفاع على المستوى الإقليمي والدولي وفي شمال أوروبا وبحر البلطيق، ويعزز شراكاتهما الإستراتيجية مع دول الحلف، كما يعزز قدرة الردع لدى الحلف في القطب الشمالي، إلا أن هناك من ينظر إلى هذا الانضمام نظرة سلبية باعتبار أن الدولتين أعلنتا عداءهما المطلق لروسيا التي ظلت تحتفظ بعلاقات طبيعية جداً معهما منذ أيام الاتحاد السوفييتي، لذلك فإن هذا الانضمام لا يلبي مصالحهما ولا مصالح الأمن والاستقرار في أوروبا، بل يهدد البيئة الأمنية، ويشكل عامل عدم استقرار، وسيؤدي إلى عسكرة منطقة الشمال التي كانت حتى وقت قريب منطقة تنعم بالسلام والهدوء، حيث كان يتم التركيز على التعاون وليس على المنافسة في المجال العسكري.

لا شك أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الأطلسي يملأ فجوة كبيرة في دفاع الحلف كونه يضاعف مساحة حدوده مع روسيا، ويستكمل حصارها من ناحية الغرب، وهو ما يثير المخاوف من رد روسي إذا ما استغل الحلف هذا التوسع لتهديد أمن موسكو.

المصدر: الخليج

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى