السودان في قلب الامارات

كتب راشد الحمادي, في صحيفة الخليج:

تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والسودان منذ عقود، حيث تسعى الإمارات إلى دعم الاستقرار والتنمية في السودان، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار، والإمارات واحدة من أبرز الدول العربية التي تقدم المساعدات الإنسانية والتنموية للسودان، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية في السنوات الأخيرة، وشهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات التجارة والاستثمار، وتسعى الإمارات إلى تعزيز التعاون الاقتصادي مع السودان، خاصة في مجالات الزراعة والطاقة والمعادن، ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة في السودان.

وقد بدأت العلاقات الإماراتية السودانية منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي سعى لتطوير العلاقة والعمل المشترك بين البلدين في مختلف الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والإنمائية، فمنذ سبعينات القرن الماضي، بدأت مسيرة العطاء لدولة الإمارات في السودان، والتي كان من ثمارها إنشاء مشروع شارع هيا بورتسودان بطول 600 كيلومتر، الذي يعتبر من أهم المشاريع التنموية لأنه يربط ميناء السودان الرئيسي بوسط البلاد إلى جانب المشاريع الأخرى التي ساهمت في دعم التنمية والاستقرار.
كما شاركت الإمارات في كل جهد دولي لإنهاء الأزمة دبلوماسياً وسياسياً في السودان، وهو ما توج بالإعلان عن إنشاء منصة للمتحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان التي انطلقت اجتماعاتها في سويسرا بمشاركة الإمارات والسعودية والولايات المتحدة ومصر وسويسرا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وركزت على توسيع نطاق الوصول الإنساني في حالات الطوارئ واحترام القانون الدولي الإنساني.
كما شاركت الإمارات في 20 فبراير 2025 في الإطلاق المشترك بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2025 والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين في السودان.
ودعت دولة الإمارات، في بيان، تضمن رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني.
كما أصدرت الخارجية الإماراتية أكثر من بيان على مدار العامين الماضيين أعربت فيها عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان، وارتفاع خطر المجاعة، واستمرار تشريد الآلاف من المدنيين، ودعت الأطراف السودانية المتحاربة للعودة إلى الحوار، واحترام التزاماتهم المتعلقة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل ودون عوائق، والامتثال لالتزامات القانون الإنساني الدولي.
الإمارات تؤكد دائماً دعمها للسودان في ظل الظروف والمتغيرات التي يمر بها ويحفظ أمنها واستقرارها، ويحقق طموحات شعبها الشقيق للتطور والتنمية ويؤدي إلى الانتقال السياسي السلمي، في إطار من التوافق والدعم والوحدة الوطنية.