السنيورة: هناك من يحاول أن يحرف الانتباه عما ترتكبه إسرائيل
![](https://raiseyasi.com/wp-content/uploads/2024/11/ل5-686x470.webp)
اسف الرئيس فؤاد السنيورة، لـ”استهداف العدو الإسرائيلي الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في خلال قصفه لسيارة على جسر نهر الأولي شمالي صيدا”، ورأى انه “من المعيب أيضاً، أن يُصار الى استهداف الجيش والتهجم عليه من حين لآخر في محاولة للنيل منه ومن قائده العماد جوزاف عون لأغراض سياسية. هذا غير مقبول، لا سيما في هذا الظرف الذي تستمر فيه اسرائيل في قصفها الدموي والمدمر، دون أي تمييز، لا بل وهي تستهدف المواقع التي فيها مدنيون كثر، كما وأيضا تستهدف مواقع اثرية في مواقع كثيرة من لبنان. وهي بذلك تحاول ان تغتال تاريخ لبنان من خلال قصفها العشوائي الذي أصبح يستهدف مدينة صور بتاريخها العريق ومدينة بعلبك وآثار مدينة بعلبك التاريخية. للأسف، وفي خضم هذه المعمعة الدموية والمدمرة، نرى ان هناك من يحاول أن يحرف الانتباه عما ترتكبه إسرائيل لمحاولة النيل من الجيش اللبناني وهذا غير مقبول”.
وردا على سؤال عمن يحاول ذلك، رأى أن “الامر واضح وضوح الشمس حيث انضم الأمين العام الجديد لحزب الله للمعركة الإعلامية التي تشنها وسائل الاعلام الموالية للحزب ولمحور المقاومة في التهجم على الجيش اللبناني والتشكيك به. إنّ هذه الحملة الإعلامية غير مقبولة ولا يجوز أن تستمر”.
وقال: “يجب أن ننظر إلى الامور بموضوعية شديدة، لاسيما ما يتعلق بالجيش اللبناني الذي تميّز على مدى كل هذه العقود الماضية بانه جيش منضبط، والذي جرت تنشئته من أجل حماية سيادة واستقلال لبنان وبالقدْر الذي يستطيع. وهو، وعلى مدى هذه العقود، تعرّض لازمات عديدة واستطاع أن يبين ويحافظ على انضباطه وحرصه على حماية لبنان. إلاّ أنه، وفي مراحل وحالات معينة، كان هناك من يقول بأنّ الجيش اللبناني ليس لديه الامكانات والقدرات الدفاعية الكافية واللازمة التي تمكنه من الدفاع عن لبنان. ولذلك يجب أن يُصار إلى اعتماد وسائل أخرى للتأكيد على حماية لبنان والمقصود من ذلك، تبرير واستمرار وجود المقاومة وسلاحها كقوة مساندة له، مع ما يعنيه ذلك من ازدواجية خطيرة في السلطة وفي القرار لا يستقيمان. هنا لا بدّ لي من ان اذكر بالخير المبادرة النبيلة والاستثنائية التي تقدم بها جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز في مطلع العقد الثاني من هذا القرن عندما تقدم بهبة بمبلغ مليار دولار أميركي لدعم الجيش اللبناني ودعم قوى الامن الداخلي. وهو قد أضاف إلى ذلك هبة أخرى بمبلغ ثلاثة مليارات دولار من أجل تزويد وتسليح الجيش اللبناني بالعتاد وبالإمكانات والقدرات التي تعزز قدراته الدفاعية من اجل الدفاع عن لبنان”.
اضاف: “الأمر الغريب الذي حصل أن من وقف في وجه هذه المبادرة العملية وحاول النيل منها وانتقاد المملكة العربية السعودية وعمل على التجريح بها والقيام بكل ما ينبغي من اجل تطفيش المملكة، ورفض الهبة الاستثنائية كانت المواقف الرافضة التي تولاها حزب الله ومحور المقاومة، وذلك عبر مختلف الوسائل الإعلامية والأبواق التي جرى تجنيدها للتشكيك بدوافع المملكة العربية السعودية النبيلة. تلك المواقف المستهجنة والمرفوضة، وللأسف، دفعت المملكة العربية السعودية آنذاك الى سحب وإلغاء المبادرة التسليحية للجيش اللبناني بسبب الرفض الواسع الذي أصرّ عليه محور المقاومة. وكل ذلك كان من أجل تحقيق شيء واحد، وهو في أن يستمر الجيش اللبناني بدون إمكانيات وقدرات عسكرية حقيقية وفاعلة وكافية للدفاع عن لبنان، وبالتالي أن لا يكون بإمكان الجيش في أن يقوم بالدور المنوط به. وبالتالي، فإن، البديل الاخر هو حزب الله والمقاومة التي هي حاضرة وجاهزة لكي تؤمِّن الردع والحماية للبنان. هم رفضوا الدعم، الذي قدمته المملكة العربية السعودية إلى الدولة اللبنانية، والتي يفترض بها أن تكون صاحبة السلطة الحصرية في لبنان، بمبلغ ثلاث مليارات دولار ثم قاموا بطرح سردية جديدة وروجوا لها، والتي تقول بأنّ الحزب يمثل البديل الوطني، وهو الذي يستطيع أن يكون القوة الردعية والدفاعية التي يحتاجها لبنان”.
وتابع: “للأسف، فقد كان لذلك تداعيات سلبية كبيرة على أكثر من صعيد وطني وسياسي وأمني واقتصادي. أضف إلى ذلك، فقد تبيّن من خلال ما شهدناه خلال الاشهر القليلة الماضية، سقوط هذه السردية التي أطلقها حزب الله، حيث تبيّن ان الحزب لم يستطع ان يقدم ما وعد به وما تعهد به وما حاول ان يبينه للبنانيين بأنه البديل الصحيح لتوفير القوة الرادعة والحامية للبنان. على العكس من ذلك، فقد بينت ممارساته وأداءه عكس ذلك كلياً. وهنا أريد ان أبين أمراً شهده اللبنانيون بأم أعينهم. إذْ أنه، وفي مطلع العقد الثاني من هذا القرن توسع نطاق عمل حزب الله خلافاً للسردية الأولى التي أطلقها والتي تقول بأنه يدافع عن لبنان، وان بندقيته موجهة نحو العدو الإسرائيلي. وبالتالي، فقد تحوّل الحزب إلى جيش، وبات يدخل في معارك في سوريا وفي العراق وفي اليمن وفي مناطق أخرى، بما لذلك من تأثيرات وتداعيات سلبية كثيرة على لبنان. وبالتالي، فقد تحوّلت وجهة بندقيته، وانتقلت من كونها موجهة ضد العدو الاسرائيلي إلى مواجهة المواطنين السوريين والعراقيين واليمنيين، وكذلك إلى مواجهه اللبنانيين، وإن بقيت الستارة الأساسية التي يعتمدها تحت عنوان مواجهة إسرائيل. وهكذا أصبح الحزب أداة إقليمية لخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة”.