اقتصاد ومال

السفر في ازدياد رغم حمى أسعار التذاكر ودرجات الحرارة.

لا يزال المسافرون يزدادون هذا الصيف على رغم ارتفاع أسعار التذاكر الذي دفع بأرباح شركات الطيران إلى ارتفاعات جديدة، إذ يعمل الإنفاق الاستهلاكي المرن على دعم الاقتصاد العالمي.

ومع إعلانها أرباحاً قياسية، قالت شركة “آي إيه جي” المالكة للخطوط الجوية البريطانية إن الرحلات عبر المحيط الأطلسي وإلى وجهات ترفيهية تحظى بشعبية خاصة، بينما قالت شركة الخطوط الجوية الفرنسية “كي إل إم” إن المصطافين الذين ينفقون كثيراً من المال يملأون مقصورات درجة رجال الأعمال، فيما لا تزال حجوزات السفر التي تم الإبلاغ عنها قوية، بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، على رغم ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية جديدة، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من “الغليان العالمي”، في وقت تشهد أسعار تذاكر الطيران عالمياً ارتفاعات كبيرة وصلت إلى 30 في المئة في أوروبا هذا العام.

إيرادات الرحلات

وفي الولايات المتحدة أعلنت شركة “يونايتد” زيادة بنسبة 42 في المئة في الإيرادات من الرحلات الجوية إلى أوروبا خلال الربع الأخير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما سجلت شركة “دلتا” زيادة بـ 65 في المئة على مبيعات الرحلات الجوية عبر المحيط الأطلسي.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “ماستركارد” مايكل ميباتش هذا الأسبوع بعدما ذكرت شركة المدفوعات أن الإنفاق عبر الحدود من قبل مستخدمي بطاقاتها وصل إلى 154 في المئة من مستويات عام 2019 في الثانية، “ظل إنفاق المستهلكين مرناً مع تركيز الإنفاق على السفر”.

وقالت “رويال كاريبيان”، وهي إحدى كبريات خطوط الرحلات البحرية في العالم الخميس الماضي، إنها تعمل بكامل طاقتها “بسبب الطلب القوي بشكل استثنائي على الرحلات البحرية والتغيير التدريجي في الحجوزات والأسعار”.

صمود الاستهلاك وآمال المسافرين

وفي وقت يعزز استعداد المستهلكين للإنفاق في مواجهة الأسعار المرتفعة وأسعار الفائدة المرتفعة الآمال في أن تتجنب الولايات المتحدة الأميركية الركود، يتسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي إلى 2.4 في المئة بأفضل من المتوقع خلال الربع الثاني، مع زيادة 1.6 في المئة من الإنفاق الاستهلاكي الذي تجاوز التوقعات أيضاً.

ومن “كوكا كولا” إلى “كولجيت” و”بالموليف” ‏المتخصصة في تصنيع وتسويق منتجات التنظيف مثل الصابون والمنظفات، طمأنت الشركات المستثمرين هذا الأسبوع أن “المستهلك المرن” لا يزال ينفق، فيما لا تزال تعيش دور السينما في المملكة المتحدة أوج نشاطها منذ أربعة أعوام، وبخاصة مع ظهور أفلام “باربي” و”أوبنهايمر” على الشاشات الأسبوع الماضي، كما شهدت دور السينما في الولايات المتحدة الأميركية أقوى عطلة نهاية أسبوع لها هذا العام.

وعلى رغم أن عدداً من الأسر خفضت نفقاتها وتضررت أفقرها بشدة من ارتفاع كلف الغذاء والطاقة، إلا أن الاستهلاك صمد بشكل أفضل مما توقعه كثيرون في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة ومنطقة اليورو.

من جانبه، قال صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع والذي رفع توقعاته للنمو العالمي، إنه “في عدد من الاقتصادات لم يستنفد المستهلكون بعد مخزون المدخرات الفائضة التي تراكمت خلال الوباء”.

من جانبها، حذرت كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في “تي رووي برايس” بليرينا أوروتشي من أن الإنفاق الاستهلاكي يمكن أن يتباطأ خلال النصف الثاني، لأن الأميركيين أنفقوا معظم المدخرات التي جمعوها في وقت باكر من الوباء، مشيرة إلى أن نمو التوظيف يتباطأ ويجب على المقترضين الذين لديهم قروض طلابية استئناف السداد خلال الربع الرابع.

ومع تباطؤ أسواق العمل ومكاسب الأجور يتراجع بعض المشترين عن إنفاقهم التقديري من المفروشات إلى أحواض المياه الساخنة وحتى السلع الفاخرة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى