رأي

السعودية مثال يُقتدى

كتب عبدالله الحسني, في “الرياض” :

تسارع مذهل تشهده تقنيات الذكاء الاصطناعي في العالم بأسره، وبقدر ما أحدثه هذا التطور من إيجابيات إلاّ أنه في المقابل شكّل تحدياً عالمياً محرجاً للدول وسباق تفوّق تسعى كل دولة لانتزاعه، في الوقت الذي تحاول دول أخرى أن تفرض قيوداً عديدة لا سيما ما يتعلق بالجانب الأخلاقي في ظل ما يشهده العالم من فوضى وسلوكيات تستدعي ضبط التعامل مع التقنية الرقمية والذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص.

ولأن السعودية من خلال ما يجسده الواقع والأرقام والإحصاءات وكذلك الأصداء المبهجة التي حصدتها في التعامل مع التقنية، وباعتبارها تعد مثالاً دوليًا يُقتدى به في الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي، كما أكده رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وما أشار له من تعداد يبعث على الفخر والزهو بمنجزاتنا الوطنية، كان لبلادنا عدد من الجهود الوطنية في ذلك الجانب، وفي مقدمتها موافقة مجلس الوزراء على إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

بالأمس، وكعادة السعودية سبّاقة لقيادة زمام مبادرات عالمية، مبادرات لا تتجّه لخدمة بلادنا فقط؛ وإنما تتوخّى من تلك الجهود خدمة البشرية، في كل ما من شأنه استثمار كل العلوم ومنجزات العقل البشري الخلاق لخدمة المشاريع التي تفضي إلى حياة ذات جودة، وأمان، في ظل أجواء من رغد العيش، والاستمتاع بحياة رائعة تبعث على العطاء، وتحفّز على الإبداع والانطلاق بالعقل وقدراته لصون حياة العالم وحفظ كرامة الجميع، من هنا جاء افتتاح أعمال جلسة المشاورات الدولية حول الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي التي نظمتها «سدايا» بالتعاون مع الهيئة الاستشارية للذكاء الاصطناعي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو». يأتي هذا اللقاء ليكون -كما أريد له- خطوة مهمة نحو تشكيل مستقبل حوكمة الذكاء الاصطناعي، حيث يستضيف إحدى أكبر جلسات التشاور الدولية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة التي يمثلها خبراء 53 دولة من مختلف قارات العالم؛ لتبادل وجهات النظر حول التقرير المبدئي للهيئة الاستشارية بشأن الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي.

وتحظى الجلسات بأصداء عالمية مهمة؛ على اعتبار أن الذكاء الاصطناعي يجلب تحديات معقدة تلعب دوراً حاسماً في أمننا وخصوصيتنا وعملنا ومعاييرنا الثقافية.

إن هذا التنظيم للمملكة ممثلة بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لجلسة المشاورات حول الحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي يعكس بجلاء مكانة المملكة المتميزة في قيادة الموضوعات التي تشغل اهتمام العالم بوصفها عضوًا فاعلاً في المجموعة الدولية كما يعكس الرغبة في تعزيز الحوار والتفاعل بين الجهات المعنية بهذا الشأن لضمان أن السياسات والتدابير المتخذة تعكس احتياجات وتطلعات المجتمع الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى