تيريز القسيس صعب.
خاص رأي سياسي…
تحت شعار “معا نستشرف المستقبل”، تقدّمت المملكة العربية السعودية من المكتب الدولي للمعارض ومقره باريس، بطلب استضافة الرياض “إكسبو ٢٠٣٠”، والذي تعتزم إقامته على مساحة ٦ ملايين متر مربع، على بعد خمس دقائق من مطار الملك خالد الدولي، و الذي سيتم ربطه عبر شبكة المترو بأنحاء المدينة.
وقد شارك ولي العهد السعودي الامير سلمان الموجود حاليا في العاصمة الفرنسية في حفل الاستقبال الرسمي الذي تقيمه السعودية لترشح الرياض لاستضافة إكسبو ٢٠٣٠ في حضور حشد كبير من الشخصيات الوزارية والاقتصادية والديبلوماسية والاعلامية.
وتهدف المملكة من هذا المعرض التعريف بجهوزية العاصمة وخططها ومشاريعها، بحيث ان المعرض مصمم كمدينة مستقبلية حول وادٍ قديم يجمع بين مفهوم “الواحة” و”الحديقة”، كما يعكس رؤية المملكة لريادة مستقبل مستدام للمدن ومجتمعاتها.
كما سيجذب اكسبو٢٠٣٠ حوالى ٤٠ مليون زائر، وسيضم أكثر من ٢٢٦ مشاركا بما في ذلك الدول والمنظمات الدولية إلى جانب الشركات والمنظمات غير الحكومية والجامعات ورجال الأعمال والفنانين والمبتكرين.
واختارت السعودية العاصمة الرياض لاستضافة هذا المعرض باعتبارها واجهة مشاريع رؤية المملكة ٢٠٣٠، إلى جانب ما تشهده المدينة من تطوير في البنية التحتية والحداثة.
ومن المقرر أن تنعقد الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض الذي يضم ١٧٣ عضوا، في الايام المقبلة بهدف الاستماع إلى الدول الأربع التي تقدمت رسميا بترشيحات لاستضافة “إكسبو ٢٠٣٠”، وهي روما، وبوسان الكورية الجنوبية، وأوديسا الأوكرانية .وسيتم التصويت النهائي على اختيار المدينة المستضيفة للحدث العالمي، في اجتماع الجمعية العمومية القادم للمكتب الدولي للمعارض في تشرين الثاني المقبل.
وقد عبرت مراجع سعودية في باريس عن ارتياحها للاصداء الايجابية التي تسمعها من مختلف البلدان لتاييد ترشحها، وقالت إن وجود ولي العهد شخصيا في هذا الحدث الكبير دليل واضح على تمسك المملكة في اعلاء دورها الجديد في العالم والتي تتزامن ورؤية الامير ٢٠٣٠.
وتوقعت ان تفوز الرياض بهذا الترشح خصوصا وانها حصدت لحينه حوالى ٩٠ دولة مؤيدة، بمن فيهم الدول الاوروبية، وتحديدا فرنسا.
في المقابل، شكلت زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى ايران تحولا جذريا في تطبيع العلاقات الايرانية السعودية. ويتبين وفق المعلومات ان اللقاءات الذي اجراه الوزير السعودي مع نظيره الايراني عبد اللهيان احرزت نقاطا متقدمة في المواضيع الخارجية ذات الاهتمام المشترك.
فالملف اللبناني لم يغب عن طاولة البحث، ويظهر جليا ان الدول الفاعلة على الساحة الدولية والاقليمية تبدي اهتماما للازمات السياسية الداخلية، إنما لا تعتبر ابدا ان لبنان هو من الأولويات على جدول اعمالها ولقاءاتها، إنما هو من الأساسيات حيث تفرضه الظروف والتسويات القائمة.
زيارة بن فرحان، والاولى له إلى ايران منذ ١٧ سنة، تناولت العديد من المواضيع الثنائية المشتركة، اضافة الى تعزيز التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم”.
واعتبر مراقبون ديبلوماسيون ان هذه الزيارة تعتبر تقدما كبيراً على خط المصالحة السعودية الإيرانية، وقد ترخي بظلالها على العلاقات الاقليمية المشتركة متل الاوضاع في سوريا ،لبنان، والعراق… الا ان عامل الثقة يلعب دورا مهما واساسيا في تمتين وتقوية هذه المصالحة لتعزيز الحوار بينهما حول قضايا مصيرية، ومشاورات بناءة، لتهدئة التوترات القائمة.
لبنان الذي حضر في محادثات بن فرحان، لم ياخذ حصة الاسد، بل نوقش من باب التوافق والاسراع على انتخاب رئيس للجمهورية من دون الدخول في زوايا الازمة اللبنانية، في انتظار ما ستسفر عنه زيارة المبعوث الخاص للرئيس ايمانويل ماكرون، وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان اليوم الى لبنان.
لودريان والدعم الدولي
وفي هذا الإطار، وقبيل توجهه إلى لبنان، اشارت معلومات ديبلوماسية مطلعة في العاصمة الفرنسية ان اجتماعا عقد في السفارة الأميركية في باريس في حضور السفيرة الاميركية في باريس جيمي ماكورت، ولودريان، مديرة دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة آن جيجون، ومستشار الديوان الملكي المكلف إدارة الملف اللبناني نزار العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وجرى التداول في الملف اللبناني وتعقيداته، كما جرى عرض للاتصالات التي يقوم بها أعضاء اللجنة الخماسية من اجل لبنان، وتم التواصل مع الجانبين القطري والمصري، ومع مجموعة الدعم الدولية التي أصدرت بياناً عبرت فيه عن “قلقها العميق من أن يؤدي الجمود السياسي الحالي إلى تفاقم تآكل مؤسسات الدولة وتقويض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأمنية والإنسانية الملحة التي يواجهها”.
وبحسب المعطيات فان تأخير زيارة لودريان إلى لبنان جاءت بعد أن اكمل كل اتصالاته ومعلوماته الديبلوماسية مع مختلف اللاعبين الدوليين والاقليميين على الساحة الداخلية، بهدف تحضير ملف كامل متكامل مدعوم ومغطى دوليا.