اقتصاد ومال

السعودية تستغل «الذكاء الاصطناعي» لتوليد وظائف جديدة.

في ظل التهديدات الناجمة عن «الذكاء الاصطناعي» برفع نسبة البطالة على مستوى العالم، تتجه السعودية لمجابهة التحديات الناجمة عن هذه التقنية من خلال توليد وظائف جديدة في سوق العمل المحلية.

وتهدف الحكومة إلى تدريب 40 في المائة من القوى العاملة في المملكة على الأساسيات اللازمة لاستخدام «الذكاء الاصطناعي».

وفي هذا الصدد، يرى خبراء أن السعودية لديها استراتيجية تتواكب مع تطورات «الذكاء الاصطناعي»، والحد من البطالة التي ستنتجها هذه التقنية في المرحلة المقبلة.

ويقول الخبراء لـ«الشرق الأوسط» إن «الذكاء الاصطناعي» في المملكة سيخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة مستقبلاً نتيجةً للبرامج والمبادرات التي أطلقتها البلاد.

وأفاد الرئيس التنفيذي في شركة «جي وورلد» لتحليل البيانات، محمد حمدي لـ«الشرق الأوسط» بأن السعودية تعمل من خلال استراتيجية وطنية على تدريب 40 في المائة من إجمالي القوى العاملة على المهارات الأساسية لمحو أمية البيانات و«الذكاء الاصطناعي».

وأبان أن الحكومة تسعى إلى توفير ما يقارب 15 ألف متخصص في المجال من القوى العاملة، بالإضافة إلى 5 آلاف خبير في المجال.

وبحسب حمدي، فإن الجهود الحكومية ستولد وظائف مباشرة وغير مباشرة معتمدة على «الذكاء الاصطناعي» أبرزها: محلل أنظمة، ومهندس روبوتات، ومختص في إنشاء محتوى، وغيرها، بالإضافة إلى وجود المناطق اللوجيستية المختلفة التي تعتمد بشكل كلي على تلك التقنية، مما ينعكس على حجم هذه السوق في المملكة.

من جانب آخر، قالت مطورة أعمال في «الذكاء الاصطناعي» عضو في «مجلس المستقبل العالمي» التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، فاطمة باعثمان لـ«الشرق الأوسط»، إن الحلول التقليدية تعدّ مؤقتة «نظراً لتسارع تطور هذا العلم الذي لا بد من مواجهته بتطور ذكاء اصطناعي أقوى لتمكين الموارد البشرية بصورة ابتكارية».

وأضافت باعثمان أن «الذكاء الاصطناعي» سيضيف 13 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي خلال العقد المقبل، وهو أحد أسباب هيمنة هذه التقنية في الوقت الحالي.

وواصلت أن «الذكاء الاصطناعي» سيؤثر في عديد من الوظائف في القطاعات الصناعية، والمالية، والطبية، والتعليمية، وسيغير الطرق التي تعمل بها الحكومات والقطاعات الخاصة.

وزادت، أن التقنية أدهشت إمكاناتها العقول البشرية، ويعدهاً البعض من الخوارق غير المسبوقة، خصوصاً بعد دمجها مع تقنيات أخرى واجتيازها عدداً من الاختبارات المهارية.

وأكدت أن العلماء والمستشرفين تنبهوا إلى مخاطر هذا العلم على البشرية، الذي وصلت قدراته إلى إحلال البشر في كثير من المهام والوظائف الإبداعية.

وتابعت باعثمان، أن تهديدات «الذكاء الاصطناعي» على الوظائف البشرية، دفعت الغرفة التجارية الاتحادية الأميركية لوضع مجموعة من التوصيات شملت سياسات لتعزيز القدرة التنافسية والتعاون الدولي، وإعداد القوى العاملة للمستقبل، والاهتمام بالمواهب في هذه التقنية، وتوفير الموارد اللازمة، وحماية الأمن القومي.

وكانت شركة «ماكنزي» الاستشارية الأميركية، قد وضعت تصوراً مفصلاً عن نوعيات الوظائف في السعودية، ضمن تقرير الوظائف حتى عام 2027. ولفت التقرير إلى أن هناك عدداً من الوظائف في السعودية سيحل مكانه «الذكاء الاصطناعي» خلال الأعوام المقبلة، منها محلل مالي، والتعليم، والهندسة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى